وقال صدر الدين القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة بالحسينية الفاطمية في النجف، إن "الواقع في سوريا بمثابة جرس إنذار للعراق حكومة ومكونات وكيانات سياسية" محذراً بالقول "إذا بقيتم على محور سنة وشيعة وكرد وتصلب موقف ضد موقف آخر فسيحدث في العراق ما يحدث الآن في سوريا".
كما حذر القبانجي من "استغلال البعض انعكاسات الوضع في سوريا والأزمة في العراق للانتقام"، مشدداً في الوقت نفسه على "ضرورة أن تكون السياسات معتدلة وموزونة وعدم استعداء الآخر".
وفي سياق متصل، أكد القبانجي أن "المرجعية الدينية كان موقفها منذ اليوم الأول بناء العراق على محور واحد شيعة وسنة وكرد وغيرهم"، محذراً من "الاصطفافات والبؤر والمحاور المضادة".
ودعا القبانجي إلى "عدم السماح بدق طبول الحرب بين القوميات أو المذاهب والتسلح المضاد لطرف ضد طرف آخر"، مشدداً بالقول إنه "يجب الحذر من أن يصاب العراق بتشرذم أو باقتتال داخلي".
واعتبر القبانجي أن "جر العراق الى سياسة البؤر المتناحرة لا يجوز وستكون هناك دماء"، داعياً إلى "مراجعة الحسابات مرة أخرى لوجود فرص لإيجاد خطوات أخرى غير التصلب".
وكان السفير الروسي في باريس ألكسندر أورلوف أعلن، في وقت سابق اليوم، أن الرئيس السوري بشار الأسد موافق على التنحي من سدة الرئاسة لكن "بطريقة حضارية"، بقبوله بالبيان الختامي لاجتماع مجموعة العمل في جنيف في ٣٠ حزيران الماضي، الذي نص على مرحلة انتقالية إلى نظام "أكثر ديمقراطية"، فيما نفت سوريا التصريح جملة وتفصيلاً.
وكان الجيش السوري الحر، أمس الخميس، سيطر على معبر البو كمال الحدودي مع العراق وسبعة مخافر عسكرية للجيش السوري من دون أي مقومة للجيش النظامي، فيما أغلقت القوات العراقية المنفذ بدورها وسحبت الموظفين منه.
وأعلنت سلطة الطيران المدني العراقية التابعة لوزارة النقل، الجمعة، عن نقل ما يقارب ٦٥٠ عراقي من سوريا على متن ست طائرات إلى العراق منذ يوم امس الخميس، فيما اشارت الى انها تعتزم ارسال طائرة من نوع جامبو لنقل وجبة جديدة من المواطنين العراقيين المقيمين في سوريا.
وكانت الحكومة العراقية دعت، في (١٧ من تموز الحالي)، رعاياها المقيمين في سوريا إلى المغادرة والعودة إلى البلاد بعد "تزايد حوادث القتل والاعتداء" عليهم، بعد ساعات على تسلم جثامين ٢٣ عراقياً بينهم صحافيان قتلوا في أحداث سوريا.
وشهدت العاصمة السورية دمشق، الأربعاء (١٨ من تموز الحالي)، تفجيراً انتحارياً استهدف مبنى الأمن القومي السوري خلال عقد اجتماع لوزراء وقادة أمنيين فيه، مما أسفر عن مقتل وزير الدفاع السوري داوود راجحة، ونائب رئيس أركان الجيش وصهر الرئيس السوري آصف شوكت، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار، وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار.
وكان السفير السوري في العراق نواف الفارس، أعلن في (١١ من تموز ٢٠١٢)، عن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، واصفاً الأخير بـ"الدكتاتور"، داعيا عناصر الجيش النظامي والشباب السوري إلى الالتحاق بالثورة وعدم السماح للنظام بزرع الفتنة، في حين أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في اليوم التالي، عن إعفاء الفارس من منصبه على خلفية التصريحات التي أدلى بها ضد نظام الأسد، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع بغداد.
وتشهد سوريا منذ ١٥ من آذار ٢٠١١، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الأمن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن ١٧ ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ٢٥ ألف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.
يذكر أن نظام دمشق تعرض ويتعرض لحزمة متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له روسيا والصين اللتان لجأتا إلى استخدام حق الفيتو مرتين حتى الآن، ضد أي قرار يدين ممارسات النظام السوري العنيفة أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة الحرب الأهلية، وبات يهدد بتمدد النزاع إلى دول الجوار الإقليمي.