وقال القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية بمحافظة النجف إن "العراقيين في سوريا يتعرضون الى ملاحقات وعمليات قتل من قبل عصابات"، لافتا إلى أن "التهديد الأمني للعراقيين هناك يعكس اتجاهات دموية وطائفية وسوداوية لدى المجموعات المباشرة لهذا العمل وليست تغييرا سياسيا".
وتساءل القبانجي "ما معنى تصريحات تنادي أتباع الأمويين ومعاوية ويزيد بان يجهزوا للقتال، وما معنى نداءات تطالب بهدم مرقدي السيدة زينب والسيد رقية"، منتقدا "التبرعات التي تجمع في السعودية والذهب والدعاء أثناء الصلوات لأهل الشام في حين يتم إغفال المسلمين في فلسطين وبورما".
من جانب آخر، رحب القبانجي بـ"موقف الحكومة العراقية باستقبال اللاجئين السوريين، فضلا عن احتضان العراقيين العائدين"، داعيا الحكومة والشعب الى "مساعدة ودعم الجميع".
وطالب القبانجي الحكومة والمحافظات العراقية بـ"الاستعداد لاستقبال السوريين اللاجئين وإكرامهم".
وكانت جمعية الهلال الأحمر العراقية أعلنت اليوم الجمعة، عن عودة أكثر من عشرة آلاف عراقي من سوريا منذ الخميس الماضي، فضلاً عن دخول ٢٠٣٩ لاجئاً سورياً إلى الأراضي العراقية، فيما أكدت افتتاح منفذ ربيعة ودخول عشرين أسرة عراقية من خلاله.
وكانت جمعية الهلال الأحمر العراقية أعلنت، أمس الخميس، عن عودة ٩٥٠٠ عراقي من سوريا منذ أسبوع، فضلاً عن دخول ١٨٩٠ لاجئاً سورياً إلى الأراضي العراقية خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما توقعت إعادة فتح منفذ اليعربية الحدودي في محافظة نينوى قريبا.
وقررت الحكومة العراقية، في الـ٢٤ من تموز ٢٠١٢، بناء مخيمات في منفذي ربيعة والقائم لاستقبال اللاجئين السوريين الذين هربوا من الأحداث التي تشهدها بلادهم، فيما خصصت ٥٠ مليار دينار لإغاثتهم ومساعدة العراقيين العائدين بدورهم من سوريا.
ووجه رئيس الحكومة نوري المالكي في (٢٣ تموز الحالي)، باستقبال اللاجئين السوريين على الأراضي العراقية وتقديم المساعدة لهم، بعد ساعات قليلة على مطالبة لجنة العلاقات الخارجية النيابية الحكومة بإعادة النظر بقرار عدم استقبال اللاجئين السوريين، الذي اتخذته الأسبوع الماضي حين أكدت أنها غير قادرة على استقبالهم لعدم امتلاكها خدمات لوجستية على الحدود بين البلدين، معتبرة أن النزوح باتجاه العراق يكاد يكون معدوماً بسبب بعد مدنه عن بعضها البعض ووجود الصحراء التي تشكل خطراً عليهم.
وكانت مديرية الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك أعلنت، في (٢١ تموز ٢٠١٢)، عن وصول تسعة آلاف لاجئ سوري إلى إقليم كردستان، فيما أكدت استمرار تدفق السوريين بنحو ٥٠ لاجئاً يومياً.
وأعلنت سلطة الطيران المدني العراقية التابعة لوزارة النقل، في ٢٠ تموز الجاري، عن نقل ما يقارب ٦٥٠ عراقي من سوريا على متن ست طائرات إلى العراق، فيما أشارت إلى أنها تعتزم إرسال طائرة من نوع جامبو لنقل وجبة جديدة من المواطنين العراقيين المقيمين في سوريا.
ودعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في (٢٠ تموز الحالي)، جميع العراقيين في سوريا للعودة إلى العراق، مؤكدا الصفح عن جميع الذين اتخذوا مواقف سلبية ولم يتورطوا في سفك دماء الأبرياء.
وكانت الحكومة العراقية قد دعت في (١٧ من تموز الحالي)، رعاياها المقيمين في سوريا إلى المغادرة والعودة إلى البلاد بعد "تزايد حوادث القتل والاعتداء" عليهم، بعد ساعات على تسلم جثامين ٢٣ عراقياً بينهم صحافيان قتلوا في أحداث سوريا.
وتشهد سوريا منذ (١٥ آذار ٢٠١١)، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الأمن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن ١٩ ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ٢٥ ألف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.
يذكر أن نظام دمشق تعرض ويتعرض لحزمة متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له روسيا والصين اللتان لجأتا إلى استخدام حق الفيتو مرتين حتى الآن، ضد أي قرار يدين ممارسات النظام السوري العنيفة أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة الحرب الأهلية، وبات يهدد بتمدد النزاع إلى دول الجوار الإقليمي، فيما قرر مجلس الأمن الدولي تمديد عمل بعثة المراقبين في سوريا لمدة شهر اعتبارا من (٢٠ تموز الحالي).