ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المقدس من الانجرار وراء فتنة مقصودة توقع بالتعايش السلمي بين الشعوب الخليطة من اديان متعددة وطالب الامم المتحدة بالتدخل في تشريع قانون يجرم التعدي على قدسية الرموز الدينية الاسلامية وعلى راسها الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم محذرا من استفزاز مشاعر المسلمين .
وقال الكربلائي خلال خطبته التي اقتصرت هذا الاسبوع على موضوع الاساءة لشخص الرسول الاعظم في الفلم الاخير : تعلمون ان هناك فلم انتج فيه الكثير من الاساءة والتجاوز على الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم وان المرجعية الدينية العليا وجميع المراجع العظام يستنكرون ماورد في هذا الفلم من استهانة بمكانة الرسول وبمشاعر المسلمين .
وبين : ان ماورد في الفلم مجاف للحقيقة وفيه الكثير من التجني على شخص الرسول وكان الغرض من الفلم تصوير النبي بأنه رجل يبحث عن الشهوة والقتل وان المستشرقين الغربيين انفسهم يعترفون بما كان عليه النبي من عفة وأخلاق.
واستشهد الكربلائي بمجموعة من اراء واقوال وكتابات مستشرقين اجانب من بلدان تشهد هذه الاساءات والتي وردت في كتبهم تتحدث عن خلق الرسول ومباديء الاسلام الانسانية التي رسخها ومنهم من امريكا وانكلترا وفرنسا والمانيا واسكتلندا .
واضاف : ان حرية التعبير عن الرأي لا تبرر وتسوغ الاساءة الى الرموز الدينية وحتى الدول التي تنتج هذه الافلام وتتشدق بالحرية تتخذ اجراءات وعقوبات ضد من يتجرأ على رموزها وتعتبره جريمة .
وطالب الامم المتحدة مثلما شرعت قانونا يجرم من يعادي الديانة السامية عليها ان تشرع قانونا يجرم مثل هذه الاعمال والإساءات لان هذه الاعمال ممكن ان تهدد مبدأ التعايش السلمي الاهلي بين الاديان وخاصة لدى الشعوب الخليطة من المسلمين والمسيحين بما قد يجر اليه الى اعمال عنف من مشاعر غضب لدى المسلمين .
وتابع الكربلائي : فلا يتصور هؤلاء ان المسالة ستكون ضمن دائرة المشاعر الغاضبة فان استفزاز مليار مسلم والاستخفاف بمشاعرهم ربما يولد اكثر من حالات الغضب وان الامم المتحدة مسؤولة عن الحفاظ على التعايش السلمي .
واوضح : ان مشاعر الغضب التي عبر عنها المسلمون هو حق طبيعي ولكن يجب ان لا ينعكس سلبا على اصحاب الديانات الاخرى لأنه الغرض الذي تسعى اليه هذه الجهات كما تسعى الجهات الارهابية وسعت في العراق الى جر الشعب العراقي الى هذه الفتنة باستهداف مذهب دون اخر ولكن الشعب العراقي فوت عليهم هذه الفرصة ففي العراق يتعايش المسلمون مع المسيحيون وينبغي ان نحفظ هذا التعايش لان رسولنا محمد يؤكد على ان نحترم الديانات الاخرى .
واشار الى : ان هذه الاساءة ترتب على المفكرين والاعلاميين في كل دول العالم مسؤولية التعريف بشخصية الرسول وماكان عليه من خلق عال ومباديء سامية تتضمن احترام الرموز الدينية والديانات الاخرى وكفل حقوق هذه الديانات واحترام رموزها .
وختم الكربلائي : ان الاساءات المتكررة على قداسة رموزنا الدينية تحتم علينا ان نتحلى باخلاق النبي وسيرته من عدل وصدق وامانة وخلق كريم وخاصة في تلك الدول التي تشهد تلك الاساءة كي نثبت لهم ان ديننا هو الدين الحق وان اخلاق نبينا هي من علمتنا هذا الخلق .
