قال سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي " علينا اليوم ان نضع اللمسات الاخيرة لاهم القضايا الجوهرية التي هي مثار الاختلاف بين القيادات السياسية ، مضيفا سماحته " وان نحسم الامور لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية بالسرعة الممكنة ،
مشيرا الى ان الخطاب المتناغم الذي سمعه ابناء شعبنا من القيادات العراقية والتركيز على ذات المفاهيم من قبل كل القيادات العراقية كمفهوم الوحدة الوطنية والشراكة الحقيقية والوفاق الوطني بين العراقيين ومفهوم بناء دولة المؤسسات واحترام القانون الى غير ذلك من المفاهيم ، مؤكدا على ان هذا التناغم جاء ليعبر عن العنصر المطمئن للشارع العراقي واوحى أن مسافات الالتقاء والمشتركات كبيرة بين الاطراف السياسية .
جاء ذلك خلال المحاضرة السياسية التي القاها سماحة السيد عمار الحكيم عصر الاربعاء ١٠\ ١١ \ ٢٠١٠ في الملتقى الثقافي الاسبوعي بحضور جمع غفير من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية الذين توافدوا على مكتبه الخاص من مختلف مناطق العاصمة بغداد .
وفيما يأتي نص الكلمة :
اجتماع طاولة الحوار في اربيل
" تابع أبناء شعبنا الاصيل وكل المخلصين والحريصين المراقبين للشأن العراقي اجتماع طاولة الحوار في اربيل للمبادرة الكريمة من الرئيس البارزاني واجتمع القادة العراقيون على هذه الطاولة بعد تحضيرات مكثفة أستغرقت ثلاثة ايام من الاجتماعات من قبل اللجان التحضيرية التي رشحتها الكتل السياسية والتي قربت وجهات النظر وسجلت افكارها تمهيدا لاجتماع القادة . ان الملفت في ذلك هو حضور جميع القيادات العراقية الى هذه الطاولة مما يعبر عن ارادة جماعية لحل الازمة السياسية الراهنة في البلاد والخروج من المأزق السياسي والاسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية بأسرع وقت ممكن ، اننا نرحب وندعم هذه المبادرة الكريمة للرئيس البرزاني وكنا نعتقد ومنذ أشهر طويلة ان طاولة الحوار هي المدخل الحقيقي لمعاجلة المشاكل وتوحيد الرؤية بين القيادات العراقية ولذلك أسميناها في وقت سابق بطاولة الشجعان ودعونا مراراً وتكراراً القيادات العراقية للجلوس على هذه الطاولة لحل الاشكاليات العالقة بينهم وتوحيد رؤاهم والانطلاق في تشكيل الحكومة وخدمة المواطنين ، اننا نعتقد لو ان الاستجابة تمت لهذا النداء قبل عدة أشهر من الزمن لأختصرنا المسافة وعجلنا في تشكيل الحكومة ولكن تقديرات بعض الكتل السياسية في ان تأخذ وقتاً للمشاورات الثنائية فيما بينها كان وراء تعطل عقد هذه الطاولة وتأخر تشكيل الحكومة لكل هذه الاشهر ان المهم في هذه المبادرة انها اطلقت مبادرة كريمة من شخصية وطنية تمتلك علاقات وطيدة مع جميع الاطراف السياسية وتحظى بالأحترام والثقة من هذه الاطراف ، ان هذه المبادرة جاءت بعض مفاوضات ماراثونية طويلة خاضتها القوى السياسية والقيادات ضمن الكتلة الواحدة وبين الكتل المتعددة حتى أصبحت الهواجس والمطامح واضحة للجميع ان علينا اليوم ان نضع اللمسات الاخيرة على اهم القضايا الجوهرية التي هي مثار الاختلاف بين القيادات السياسية وان نحسم الامور لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية بالسرعة الممكنة ان الخطاب المتناغم الذي سمعه ابناء شعبنا من القيادات العراقية والتركيز على ذات المفاهيم من قبل كل القيادات العراقية كمفهوم الوحدة الوطنية ومفهوم الشراكة الحقيقية والوفاق الوطني بين العراقيين ومفهوم بناء دولة المؤسسات واحترام القانون الى غير ذلك من المفاهيم ، ان هذا التناغم كان يعبر عن العنصر المطمئن للشارع العراقي واوحى بأن مسافات الالتقاء والمشتركات اصبحت كبيرة بين الاطراف السياسية ، ان هذا اللقاء وهذه المبادرة وهذه اللمّة العراقية للقيادات تمثل أنتصاراً كبيراً لمشروعنا الوطني الذي طالما طرحناه وتحدثنا عنه وأصبح الجميع يتحدث بهذه المفاهيم ، اننا فخورون بهذه الرؤية وما انتهت اليه الامور ونتطلع لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية بمشاركة جميع الاطراف الكريمة المهم اليوم لأنجاح هذه المبادرة هو المرونة المطلوبة من جميع الاطراف من دون أستثناء ان هذه المرونة وتقدير المخاوف والهواجس التي يحملها الاطراف بعضهم تجاه البعض الاخر والعمل على وضع الضمانات العملية التي تطمئن الجميع وتعزز الشراكة الوطنية وتشعر جميع الاطراف في ان الرجل الواحد او الحزب الواحد او الكتلة الواحدة لا يمكن ان تدير العراق وانما يدارالعراق من جميع العراقيين بكل انتماءاتهم ومكوناتهم الاجتماعية والسياسية وبأرادة جماعية .
ضرورة انعقاد جلسات البرلمان
اننا نشدد على ضرورة الاسراع في عقد اجتماعات مجلس النواب وعدم ابقاء المؤسسة التشريعية معطلة بعد كل هذه الاشهر ونتمنى الوصول الى رؤية مشتركة بين القيادات السياسية تمكن من تشكيل حكومة الشراكة في الايام القليلة القادمة وتوزيع المواقع الرئيسية بشكل يضمن حقوق الجميع ويحافظ على طموحات جميع الاطراف السياسية ، وكيف ما كان فان أنطلاق اجتماعات البرلمان سيعالج ملئ جزء من الفراغ السياسي الذي يواجه البلاد منذ الانتخابات التشريعية والى يومنا الحاضر ويساهم في تفعيل الدور التشريعي والرقابي لمجلس النواب ويعيد التوازن الى مؤسسات الدولة العراقية ، اننا نتفائل خيراً بأمكانية التوصل الى اتفاق بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة قبل انعقاد اجتماعات مجلس النواب وعلى ان لا يهمش ولا يستبعد أي مكون من المكونات الاساسية وانما نذهب الى تشكيل حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية المطمئنة للجميع ، انني ومن موقع الاخوة الوطنية أدعو الاخوة الاعزاء من السادة القادة ان يستحضروا المصالح الوطنية العليا ويغلّبوا مصالح المواطنين ويعضّوا على الجراح نتيجة الاشكاليات او الانطباعات التي حصلت في السنوات الماضية وان يستحضروا حجم التحديات والاخطار المحدقة التي تستهدف العملية السياسية وواقعنا العراقي في هذا الظرف الحساس والتعامل مع النقاط الخلافية بمرونة وبنفس وطني كما عهدناهم دائماً والمضي في تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن ، ان ذلك سيكون موقفا تأريخيا يخلد لهؤلاء القادة وسيبقى في ذاكرة العراقيين وسيجعلهم يكبرون أكثر وأكثر في عيون ابناء شعبنا حينما يجدوا فيهم العزم والارادة والرغبة لخدمة المواطنين وحل الاشكاليات والخلافات العالقة فيما بينهم ، ان انظار العراقيين شاخصة لمبادرة الرئيس البرزاني واجتماعات القادة العراقيين في ان تخرج بحصيلة مطمئنة للجميع وان تضع حل لهذه الازمة السياسية التي طال امدها ويترقب المواطنون حلول ومعالجات سريعة لهذا الموضوع ، ان من حق المواطنين ان يجدوا الساسة والقادة منغمسون في خدمتهم متفرغون لوضع الخطط والمشاريع التي تزيل الغبار عن أبناء شعبنا وتعالج مشاكلهم الخدمية وتوفر لهم الماء والكهرباء وتحسن لهم الزراعة والصناعة وتشغل الشباب العاطلين عن العمل وتوفر الرفاه وفرص العيش الكريم ، ان الجدل السياسي والاستمرار في الاختلافات السياسية لا يمثل الطموح الكامل لمواطنينا ومن الطبيعي مناقشة المناهج ووضع التصور الصحيح الذي يضمن حقوق الجميع ولكن من الضروري والمهم ايضاً ان ننطلق انطلاقة قوية في خدمة المواطنين وتوفير فرص الرفاه الاجتماعي لهم .
الوضع الامني واجراءات نقاط التفتيش المعقدة
لا زال الوضع الامني يمثل الهاجس الاكبر لجميع العراقيين ومن مختلف المحافظات العراقية ولا زالت المفخخات والعبوات والاحزمة الناسفة تنهش المواطنين وتزهق الارواح البريئة في البصرة والنجف وكربلاء وفي بغداد وفي اماكن كثيرة ان الانسان يشعر بحرج كبير نتيجة هذه الاخفاقات وهذه الجرائم المستمرة التي تستهدف الابرياء من المواطنين وأصبح أصدار بيانات الشجب والادانة قضية لا تساعد على التقليل من جراحات المواطنين ويشعر الانسان بأحراج كبير من تواصل هذه العمليات الارهابية دون ان تعالج بطريقة او باخرى ، ان هذا الواقع المأساوي الذي نعيشه اليوم في ظروفنا الامنية يجب ان يتوقف بأجراءات سريعة تتخذها الاجهزة المعنية وتضع حداً لهذه الكوارث وان القول بأن هذه التفجيرات جاءت على خلفيات سياسية لا ترفع المسؤولية عن الجهات المختصة في الدفاع عن أمن المواطنين وعن أرواحهم واذا كانت أطراف سياسية متورطة فعلى الجهات المختصة البحث عن هذه الجهات وتفضحهم وتعرفهم الى ابناء الشعب العراقي بالدليل القاطع وليس بالأدلة والاتهامات الظنية لهذا الطرف او ذاك ، ان الاجراءات الامنية التي تتخذ في تنقل المواطنين من مكان الى آخر والاجراءات المعقدة في نقاط التفتيش جعلت الوضع لا يطاق في بغداد وفي محافظات اخرى ونرى ان الناس يقضون ساعات طويلة في تنقلهم من مكان الى آخر حتى يجتازوا هذه السيطرات الكثيرة فيما انها لم تمنع الارهابيين من القيام بجرائمهم بشكل متواصل وتحولت الى عقوبة جماعية يعاقب فيها المواطن العراقي اذا ما اراد ان ينتقل من مكان الى آخر ، اننا بحاجة الى وسائل تساعد في الحفاظ على امن المواطن من ناحية وتسهل تحركهم من ناحية اخرى ولا تجعل الحياة في هذه المدينة العامرة بهذه الصعوبة التي يواجهها المواطنون كما ان الاجراءات الامنية التي يتخذها المسؤولون لحماية انفسهم في تحركاتهم أصبحت تتجاوز الحد المقبول وتقطع الطرقات والشوراع لفترات طويلة حتى يمر هذا المسؤول او ذاك لايمكن له ان ينتظر لفترة طويلة ينتظر وينتظر حتى يصل موكب المسؤول ، ان استمرار قطع الشوراع لفترات طويلة قد سبب أحراج حقيقي للمواطنين ولابد من اعادة النظر في مثل هذه الاجراءات كما ان هناك مناطق تتحول الى ثكنات عسكرية ينتشر فيها الجيش والقوات الامنية بشكل واسع لأن هناك مسؤول ما لديه برنامج في مكان معين ان مثل هذه السلوكيات تسيء الى المسؤولين أنفسهم وتشعر المواطنين بالمهانة والتمييز ولابد من البحث عن وسائل توفر الامن للمسؤولين دون ان تتحول تحركاتهم في داخل المدينة الى مضايقات حقيقية لعموم المواطنين .
اليوم الوطني للامتناع عن التدخين
مر علينا اليوم الوطني للأمتناع عن التدخين ، انه يوم مهم علينا ان نستذكر فيه المضار الكبيرة للتدخين وما يؤسف له ان التدخين ظاهرة شائعة جداً في العراق وحينما نراجع التقارير التي تتحدث عن أرباح شركات انتاج السكائر نجد انها تصل الى مليارات الدولارات حتى اصبحت هي التجارة الرابحة في بلادنا ، انها قضية غريبة ان يدفع الانسان مالاً حتى يضر به نفسه والاخرين والبيئة ولو أردنا ان نكيف مواقفنا مع العقلانية التي جرى الحديث عنها في هذه المحاضرة فاعتقد ان كثيرين سيتوصلون الى ان صرف الاموال الطائلة على السكائر ليدخنها الانسان ويضر بنفسه والاخرين ليست هي الطريقة المثلى وثقافة التدخين تحتاج الى مراجعة وأصلاح وكما قال الشاعر :
يامن تزين بالتقى والدين وغدا لأهل العلم خير قرين
ان شئت ان تعطي الاخوة حقها لاتؤذين أخاك بالتدخين
فلا بد من الاهتمام بالأقلاع عن التدخين او التقليل من التدخين ومراعاة التجمعات العامة لأن فيه أضرار مادية وجسدية وصحية واجتماعية وبيئية الى غير ذلك .