في اليوم السابع من شهر محرم الحرام وفي كلمة له في مجلس العزاء المقام في مكتبه الخاص ببغداد بحضور الآلاف من المواطنين وعدد من المسؤولين في البلاد ،
أشار سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إلى الموقف الشجاع والرسالي للقاسم بن الإمام الحسن (ع) في تصديه لقوى الضلال والانحراف ومناصرته للإمام الحسين (ع) في منازلته العادلة في معركة الطف ، مستعرضا الدوافع التي جعلت عدد كبير من شريحة الشباب يشارك في هذه المعركة خصوصا مع النتائج المحسومة منها في القتل والشهادة وعدم وجود أية فرصة لإمكانية الحصول على المواقع والمناصب والسلطة بعد أن أكد الإمام الحسين في خطبه العديدة وخلال طريقه الطويل من المدينة الى العراق بأنه ذاهب الى الشهادة كُون المعركة عديمة التكافؤ من الناحية المادية والعددية .
وأرجع سماحته في كلمته مساء الثلاثاء ١٤/١٢/٢٠١٠ أسباب حضور هؤلاء الشباب الى جانب الإمام الحسين (ع) الى العديد من الأسباب ، كان منها تحسّس هذه الشريحة الشبابية للظلم والمعاناة والتمييز الطبقي الذي مارسه الحكام الأمويون أكثر من غيرهم من الشرائح ، وكذلك الازدواجية والبُون الشاسع بين الشعارات التي يطلقها هؤلاء الحكام وبين التطبيق ، فضلا عن الانحراف في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي .
وبيّن سماحته أن الانحراف في الجانب السياسي بالنسبة للحكم الأموي تمثّل في الديكتاتورية والظلم وملاحقة المعارضين وأصحاب الرأي الآخر حيث كان الولاء وحب علي (ع) يعتبر جريمة يقتل عليها صاحبها .
وفي الجانب الاقتصادي كان هناك فساد إداري كبير أحدث تخمة لدى المقربين من السلطة وحرمان للآخرين وهذا الأمر ولّد ردة فعل كبيرة ضد النظام الأموي .
وفي الجانب الاجتماعي قسّم النظام المجتمع الى طبقات ومراتب ولم يعد للعلم والتقوى أي اعتبار . وفي الجانب الثقافي عمد الحكم الأموي الى إدخال ثقافة الفساد والانحطاط الأخلاقي والثقافي وإشغال الناس والشباب خاصة وإبعادهم عن القضايا الأساسية للأمة .
وبيّن سماحته ان هؤلاء الشباب وجدوا أن شعار الإصلاح الذي رفعه الإمام الحسين (ع) لم يكن شعارا سياسيا ولا انتهازيا ولا مصلحيا وإنما هو شعار حقيقي يعبر عن إرادة جادة لمحاربة الفساد الذي دبّ في المجتمع وبدأ يخاطر بالنظرية الإسلامية والمشروع الإلهي .
الى ذلك تطرق خطيب المنبر الى الروحية العالية لأنصار الحسين من أهل بيته وأصحابه ودفاعهم الأكيد في نصرة الحق وإفشال الانحراف والضلال الذي تميز به الحكم الأموي .