واشارت مصادر مطلعة انه لم يكن ممكنا نقل الرئيس طالباني الى اي مكان اخر، بسبب وضعه الصحي الحرج، واضافت انه اتضح بعد عدة ساعات موت الطالباني سريريا، لكن مصادر اخرى نقلت معلومات غير مؤكدة تحدثت عن وفاته بالكامل.
وتجدر الاشارة الى ان الرئيس جلال الطالباني البالغ من العمر ٧٨ عاما كان قد اجرى خلال الاعوام القلائل الماضية عدة عمليات جراحية في القلب والمفاصل في الولايات المتحدة الاميركية والمانيا، واخر رحلة علاج له كانت في المانيا واستغرقت اكثر من ثلاثة اشهر خلال الصيف الماضي، وقد عاد من تلك الرحلة في الثامن عشر من شهر ايلول-سبتمبر الماضي، اي قبل ثلاثة شهور، وعول عليه الكثيرون لايجاد مخرج للازمة السياسية الخانقة في البلاد، لكنه لم ينجح بفعل شيء، وقبل بضعة ايام طرح مبادرة للتهدئة بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، وبدا ان مبادرته لاقت ترحيبا من قبل كلا الطرفين، وبدأ مؤخرا تحركات في بغداد التي وصلها قادما من السليمانية قبل اسبوعين، وكانت اخر محطاته في تحركاته قبل تعرضه للجلطة الدماغية لقائه بمكتبه الرسمي رئيس الوزراء نوري المالكي.
ويشكل رحيل الطالباني ارباكا كبيرا للعملية السياسية في العراق على وجه العموم، وللوضع الكردي، ولحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، اذ ان ثقل الرجل ومحوريته السياسية، فضلا عن الموازنات الدقيقة والحساسة في المشهد السياسي العراقي تجعلان شغل الفراغات التي سيسببها رحيله سواء في بغداد او في كردستان موضع جدل وسجال وربما خلاف قد يدوم فترة غير قصيرة من الزمن.
وينص الدستور العراقي في مادته -٧٥ ثالثا "يحل نائب رئيس الجمهورية محل رئيس الجمهورية عند خلو منصبه لاي سببٍ كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد، خلال مدةٍ لا تتجاوز الثلاثين يوماً من تأريخ الخلو".
وهذا يعني ان نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، القيادي في حزب الدعوة الاسلامية(تنظيم العراق) هو الذي سيتولى في حال وفاة الطالباني، منصب الرئيس بصورة مؤقتة حتى يصار الى انتخاب رئيس جديد من قبل مجلس النواب.