بسم الله الرحمن الرحيم
بيّن "تقرير العراق النفطي" Iraq oil report، وهو اهم نشرة دولية باللغة الانكليزية تهتم بشؤون العراق النفطية تقريراً ذكر فيه ما ترجمته، "ان العراق سجل رقماً قياسياً اخر في مبيعاته النفطية في شهر حزيران، معوضاً بذلك انخفاض (ما سلم لسومو) من الشمال (كردستان).. وذلك بتحقيقه قفزة كبيرة في صادراته عبر البصرة التي بلغت ٣.١٨٧ مليون برميل/يوم في حزيران المنصرم، وبهذا يحطم العراق كل الارقام السابقة، اذ حقق ٣.١٤٥ مليون برميل/يوم في ايار، و٣.٠٧٧ مليون برميل/يوم في نيسان، وسجل ارتفاعاً للشهر الخامس على التوالي.. بينما قام اقليم كردستان بتصدير ٣٦٠ الف برميل لصالحه".
لا يدرك كثيرون اهمية هذا الانجاز الكبير، وما قام ويقوم به العاملون والمنتسبون والمسؤولون في الوزارة وشركاتها المختلفة.فذلك يتحقق، في وقت الشحة المالية الخانقة التي اوقفت الكثير من مشاريعنا، والحرب ضد "داعش" والتخريب الكبير الذي اصاب منشآتنا النفطية في مواقع مختلفة، اضافة للتلكوء والمشاغلات الادارية والاجتماعية الكثيرة التي تمر بها الصناعة والمواقع النفطية. ولعل سبب هذا النجاحاننا واصلنا ما حققه السابقون من منجزات، ولم نزايد فنركز على السلبيات وننسى الايجابيات، كما يفعل البعض عند تسلم مسؤوليات جديدة.. وسببه ايضاً اننا حاولنا تقويم المسارات ومعالجة النواقص وتجاوز العراقيل وحل المشكلات، وتوحيد رؤية مجلس النواب ورئاسة الوزراء والسلطة التنفيذية ولجان الطاقة البرلمانية والحكومية والحكومات المحلية، والحصول على دعمها، وعدم الدخول في مماحكات وانشغالات تبعدنا عن اهدافنا.. اضافة لتوحيد رؤى وخطط الوزارة وشركاتها، عبر هيئات الرأي والقرار، حيث القرارات الجماعية، واعطاء كامل الصلاحيات لكل موقع حسب مسؤولياته.. اضافة لطرح "البصرة ثقيل" بجانب "البصرة خفيف" والذي اطلق كميات كانت تحبس للحفاظ على نوعية نفطنا.. اضافة لحل جل الاشكالات المالية والادارية والتعاقدية مع شركات التراخيص.. فشهدنا حماساً وهمة عالية يجعلاني اقبل يد كل من ساهم بهذا الانجاز الكبير..فهناك اليوم قناعة لدى العاملين ان زيادة الانتاج والصادرات والموارد هو الجزء المكمل والضروري لما يبذله العراقيون في حربهم ضد "داعش".. داعين العلي القدير في هذا الشهر الفضيل ان نتمكن من حل الكثير من الامور المعقدة –ومنها العلاقة بالاقليم، وان يمنحنا الله الرشد ويمنح اخواننا مثله- للوصول الى الاهداف الطموحة المنشودة.
لو قامت كردستان بتسليمنا (٥٠٠ الف برميل/يوم)، وهو ما وعدنا به،عبر كتابين رسميين من الاقليمفي ٣ و٢٠ حزيران،ولو لم نخصص كميات اضافية للاستهلاك المحلي (مصافي، كهرباء، شركات.. الخ) لتجاوزت صادرات حزيران الـ٣.٦ مليون برميل/يوم.. لهذا نرجو صادقين ان تحل المشاكل النفطية مع الاقليم حسب قاعدة"لا ضرر ولا ضرار"، ومبدأ الفوائد المشتركة والمنافع المتبادلة وايفاء كل طرف بالتزاماته. ولعل من ينظر لانتاج العراق ككل فان صورة الانجاز ستبدو اوضح.. فلقد تجاوز انتاج حزيران الـ٤.٣ مليون برميل/يوم، اذا ما احتسبنا مجمل الصادرات والاستهلاك المحلي للعراق ولكردستان.وهذه ارقام تجاوزت اي رقمعراقي سابق، وتتجه بعزم لتحقيق المعدلات المرسومة لـ٢٠٢٠.. دون نسيان الانجازات الاخرى في مجال الغاز والسعي لايقاف هدره، وفي انتاج المشتقات لتقليل الاستيراد او ايقافه، الخ.. وهذه موضوعاتلمناسبات قادمة، ان شاء الله.
ما زلنا في بداية الطريق، وامامنا الكثير من المشاكل والعقبات الصعبة، التي ان لم نعرها الجدية والاهتمام اللازمين، ليس فقط كوزارة وشركات، بل جميع من له علاقة بالامر، فان كل هذه الجهود ستكون مهددة مرة اخرى، كما حصل مرات عديدة في السابق.