إستبق رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مطالبات شعبية ورسمية بالتحرك نحو كركوك ومناقشة ملف النازحين والمواطنين الذين هم جزء من مكونات المدينة التاريخية من العرب الذين تعرضوا للتهجير وحرق بيوتهم بعد أيام قليلة على إقتحام مسلحين إرهابيين للمدينة. وقام بزيارة الى إقليم كردستان، وإلتقى بقيادات حزب الإتحاد الوطني الكردستاني وقيادات كردية أخرى، وتحدث بصراحة عن وضع كركوك والعرب فيها خاصة.
المشكلة في كركوك ليست عادية، وتصاعدت حدتها مع بدء العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل من سيطرة داعش عندما إندفع عدد من الإرهابيين الى الضواحي الجنوبية في دوميز حيث تقع محطة لتوليد الكهرباء وقتل خلال العملية تلك ٣٤ موظفا بلاذنب سوى إنهم يؤدون واجبا مهنيا، بينما تقدم عدد من عناصر داعش الى بعض الأحياء والمؤسسات الحكومية وسيطروا على بعضها، وتعاملت القوات الأمنية والبشمركة معهم، وتم القضاء على الإرهابيين الذين تسببوا بقتل عدد من الأبرياء، ورجال شرطة، وفوضى، وتعطيل للحياة العامة.
كان متوقعا أن تكون ردات الفعل متباينة من جهة الى أخرى تتعامل مع ملف كركوك الساخن حيث تتواجد أقليات دينية وعرقية ومذهبية متعددة، مع كل مايحيط بذلك التنوع من طموحات ورغبات ونزعات لدى القادة الكرد لضم المدينة الى إقليم كردستان، وحدثت عملية طرد لبعض الأسر النازحة من مناطق قتال في محافظات أخرى، وتعرض بعض العرب من السكان الأصليين الى محاولات طرد دون أن ننكر وجود نوع من الحساسية في ملف المكونات التي تضمها المدينة الغنية بالنفط.
كان مهما جدا وفي هذه المرحلة الحساسة أن تتحرك بعض القوى السياسية وأعضاء في البرلمان لإحتواء الأزمة خاصة وإن البلاد تشهد عملية عسكرية كبرى تشترك فيها قوى دولية في محيط الموصل إيذانا بإقتحامها، ويتزامن ذلك مع حراك إقليمي يستهدف الشأن العراقي، وهو مايشكل عامل ضغط على النخب السياسية وخاصة في البرلمان العراقي الذي يضم العديد من النواب الممثلين للعرب في كركوك، والمدافعين عن وجودهم ومستقبلهم.
رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري توجه الى إقليم كردستان، وعرض جملة تصورات على القيادات الكردية تتعلق بوجود العرب والأقليات ووضع النازحين وضرورة التهدئة والفصل بين الجماعات المسلحة الإرهابية والسكان العاديين، وجرى نقاش في هذا الشأن أدى الى تهدئة، وصدور تصريحات من الطرف الكردي تجاوبت مع الخطوة تلك، وتدل على حرص الكرد على عدم إثارة المشكلة حاليا وإحتوائها لحين تجاوز الأزمة الراهنة، ثم البحث عن حلول تطمئن جميع المكونات في كركوك، ولاتلغي وجودها، وواضح إن دور البرلمان العراقي تغير كثيرا في الفترة الأخيرة ليكون أكثر تفاعلا مع الوضع العام في البلاد، ويتطلب ذلك إستمرار الحراك داخل البرلمان من أجل تكوين جبهة متحدة تعمل على التخفيف من معاناة المواطنين النازحين والذين يتعرضون الى الضغط، وهم بحاجة الى المعونة السياسة والدعم الإقتصادي وتوفير ضمانات الأمن.