في الرياضيات عندما يكون الصفر على جهة اليمين تكون له قيمة تذكر وبخلافه لا أهمية ,وعملية تصفير الخلاف السياسي المعقد بين الأحزاب المتصارعة تكون نسبته المئوية عالية النجاح في حالة الرجوع بصورة جماعية إلى نقطة تصفير الأزمات, واعتبارها نقطة انطلاق مشترك متفق عليها من اجل إذابة جليد الخلافات, وبخلافه نجد الصراع يمتد والخلاف يتجذر, والنتائج مكلفة والتبعية مفرطة والأمل سجين ...
متى نحتاج التصفير السياسي ؟,عندما تكون الحلول معقدة وسلبياتها تعم الأكثرية ,والمفاوضات مارثونية,والواقع أعرج ومريض ,وتكبل الحيوية .., ويحَارب المسالمون وتنقلب الحقائق ...ويكون القتل سلاح للتصفية .., ويهان الفقراء وتنتكس رايات الوطنية ..,ويصبح الوطن في خبر كان.
ماذا يتطلب التصفير السياسي ؟ ينبغي اتخاذ قرار ,والقرار يحتاج إلى نزع معظم المتعلقات الأنانية والنوازع النفسية لطرح ثوب الحزبية والطائفية والعنصرية .
من يدفع إلى اتخاذ قرار التصفير السياسي؟ ضغط الشعب ونفاذ صبره, والخطر الذي يهدد كل الأحزاب, وشخصية وسطية تطرح مشروع التصفية بتصفير الخلافات بروح جماعية.
الأمور تحتاج إلى مراجعة ونحن في زمن الإحداث المتسرعة يفوتنا الكثير مما يوثر على حياتنا الفردية والجماعية خصوصا انه لنا أعداء يخططون ويدبرون من خلف الكواليس, مصلحتنا في مفاوضات جديدة وثوب أوسع بألوان متعددة , والتصفية السياسية بعملية التصفير تعتبر نقطة انبعاث جديدة وحيوية بحيث ترجعنا إلى نقاط اشتراكنا وتساوي ما بين الإطراف وتفتت المشاكل السابقة التي سببت تراكم وتعقيد قاسيين ,(وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا).
فلنعلن نهاية الطريق المسدود ولنباشر بالطريق الجديد متسلحين بجراحنا العميقة وبطموح التعويض, فكم فريق رياضي أبدل المدرب أو مجموعة من لاعبيه ونال الكؤوس والثناء بعد عملية التبديل , وها هو العراق يحتاج أبنائه كلهم بدون استثناء وهم يحتاجونه حاضننا وراع ويسير بخطى ثابتة ,فلنستثمر الفرصة ولنبدأ المشروع بعملية الحوار, والرقيب الشعب بنفس متوثبة تعاقب من يعاقبها وترفع من يهتم بأمرها.