الحديث عن رواتب المسؤولين في العراق من رئاسات ووزراء واعضاء برلمان حديث يسبب الصداع ولان الارقام تضاربت بخصوص الرقم الصحيح لرواتبهم الا اننا سنعتمد على راتب وزير الاسكان الذي اعلن عنه من على وسائل الاعلام ومقداره ( ٥٩٥٠٠٠٠) اي خمسة ملايين وتسعمائة وخمسون الف دينار ـ ستة مليون الا خمسين الف ـ هذا الرقم لو قمنا بتقسيمه على ٢٥٠ دينار فانه يساوي ( ٢٣٨٠٠٠٠٠) ربع دينار ، اما لماذا قسمتها على ربع دينار فاليكم القصة
فجاة واذا بصبيين لا يتجاوز عمرهما العشر سنوات يتخاصمان وسط الشارع ضرب وركل وشتائم وامراة تنظر اليهم طالبة منهما الكف عن الخصومة اقتربت منهما لاتقصى عن السبب اتضح السبب انهما يبيعان الدبابيس وقد طلبت المراة من احدهم درزن دنابيس بـ ٢٥٠ دينار فادعى الاخر انها طلبت منه فتخاصما على ذلك ، سالتهما كم هو ربحكما من هذا الدرزن اجابا تقريبا اذا ما باعا عشر درازن في اليوم سيكون الف وخمسمائة دينار واين تصرفا المبلغ؟ قالا هو مصرف بيتنا .
الان وصلت الفكرة راتب الوزير يساوي ٢٣٨٠٠٠٠ مرة بقدر مبيعات الصبي فكم من الوقت يحتاج الصبي لكي يبيع بقدر هذا العدد ؟ فلو باع عشر درزن في اليوم يكون بحاجة الى مليونين و ثلاثمائة وثمانية وعشرون الف يوم لكي يصل الى راتب الوزير اي يحتاج الى ستة الاف وستمائة سنة تقريبا ولا حتى عمر النبي نوح عليه السلام .
هذه الحالات هل اطلعت عليها الحكومة العراقية او البرلمان العراقي؟ فاذا لم يطلعوا فتلك مصيبة واذا اطلعوا فالمصيبة اعظم ، هذه حالة من ملايين الحالات التي يعيشها العراق والتي لا تجد اهتماما بقدر اهتمامهم في اختلاق الازمات السياسية ومصالحهم الشخصية وتأجيل الاجتماعات وتأخير القوانين يعتبر من الامور البسيطة جدا لدى اصحاب الشان والتي بسببها تزداد معاناة الفقراء.
واما الحديث عن الراتب التقاعدي لاعضاء البرلمان والوزراء فانه السحت بعينه حيث انه ينام في بيته وتأتيه الملايين عوضا عن اربع سنوات قضاها بالدجل والسفرات وابرام العقود الوهمية والغياب والاطفال يتظللون باشعة الشمس المحرقة في الصيف وتحت المطر في الشتاء من اجل ان يبيع عشر درازن من الدنابيس .