الاتهامات الموجهة إلى الهاشمي كبيرة وخطيرة. وكان من المفترض أن تكون المحاكمة في قضية كهذه تتعلق بالإرهاب محاكمة علنية ومدوية، تكشف الأهداف والأدوار والأساليب التي كان يستخدمها الجناة في تنفيذ عملياتهم الارهابية والاغتيالات .
يبدو أن أفضل مَخْرجٍ ممّا يعرف الآن بأزمة طارق الهاشمي أن يقدم استقالته ويسلّم نفسه إلى القضاء، فهذا المخرج يفضي إلى تحقيق مصالح الجميع سواء بسواء: السيد الهاشمي نفسه، وائتلاف "العراقية" الذي يشارك في زعامته، والسلطة القضائية، والعملية السياسية، والعراق وطناً وشعباً.
كما إن القضاء العراقي اليوم أمام إختبار صعب وقاس وخطير, لقياس مدى إلتزامه بسمعة القضاء العراقي النزيه والمستقل, أم تستمر ألاعيب السياسة تفعل فعلها في دهاليز القضاء, وتلك الطامة الكبرى إن رضخَ القضاء لإرادة السلطة التنفيذية وأعوانها وتحوَّلَ إلى أداة لتنفيذ إرادتها في الشحن الطائفي والسياسي وتلفيق التهم ضد الخصوم لإسقاطهم سياسيا, ومع ذلك فإننا بإنتظار موقف شجاع للقضاء العراقي وان يكون مستقلاً بكل المصاديق .