يعني المحبة والمودة ... يعني مد جسور التواصل.. يعني ازالة مشاعر الكره والحقد والضغينة.. يعني عودة للفطرة الانسانية.. يعني صفاء القلوب..وفي النهاية فهو يعني توثيق الصلة والرابطة بالباري عز وجل..
هذه كلها مفاهيم انسانية عظيمة يحتاج المرء الى مناسبات وفرص ملائمة ليترجمها الى مصاديق عملية وسلوكيات واقعية تبرز المنهج والمسلك القويم في منظومة العلاقات الانسانية – الاجتماعية ببعدها الذي لايتقاطع او يصطدم مع منظومة القيم الدينية – الاسلامية، التي هي في واقع الامر تمثل البوتقة الاكبر لمنظومة العلاقات الانسانية – الاجتماعية.
وعندما نقول ان العيد يعني صفاء القلوب.. فهذا يمثل لنا نحن العراقيين الشيء الكثير.. فهو يمثل غيابا كاملا لمفردات طائفية مقيتة طارئة علينا، ويمثل تذويبا لكتل جليد اوجدتها ظروفا وعوامل قطعت بعضا من جسور التواصل، وجمدت جزءا من دماء التعايش. ويمثل عودة الى روح التالف والمحبة التي لفحتها رياح الفتن من هنا وهناك.
حينما يتمنى المرء لاخيه النجاح والتوفيق .. حينما يتمنى له عاما حافلا بالافراح والمسرات.. حينما يتمنى له كل الخير والفلاح فهو بذلك يعبر عن اقصى واسمى درجات الانسانية.
وهكذا نحن العراقيون .. كل واحد منا يتمنى في العيد الخير والفلاح والنجاح والتوفيق لاخيه، ايا كان عنوانه الطائفي والمذهبي والقومي، وحتى الديني، قبل ان يتمناه لنفسه.
واجمل شيء حينما تتجاوز مفردة "الاخوة" رابطة الدم لتشغل مساحات واسعة ومترامية عنوانها العام "اخوة الوطن".
و"اخوة الوطن" هي قارب النجاة لنا جميعا لنصل الى الضفة الاخرى..ضفة السلامة .. حتى تكون اعيادنا اعيادا بحق تختفي عنها رائحة ولون دمائنا العزيزة.