ليس هناك من مفرٍ ومهربٍ من النقد طالما كان الانسان منتجاً وفعالاً وناجحاً وطموحاً ، فكما قيل في المثل قديماً (( الشجرة المثمرة لابد أن تقذف بالحجارة )) . فالشجرة المثمرة وحدها هي من تقذف بالحجارة من أجل ثمرها ، أما تلك الاشجار الخاوية الخالية فلا أحد يهتم بها ، ولا أحد يقذفها ، ولا أحد يضع لها مكاناً في حساباته . يحكى أن أحد الذين أمتطوا موجة النجاح جاء الى أحد الحكماء شاكياً وحاملاً اليه عشرات المقالات التي تهاجمه ، طالباً منه المشورة في الرد ، فقال له الحكيم : أفترش هذه المقالات وانظر مساحة رقعتك على الارض ...وأكمل حديث قوله : أن كل أضافة من النقد والشتم توجه اليك تعني أنك تعلو ..وأنك شيء مهم وكبير ،يملأ الاسماع ويهز الاقلام ويحرك الاحقاد .. فقال بعد أن سمع كلام الحكيم : من صدقهم لو صدقوا سنستفيد ، ومن كذبهم وزيفهم وما أكثره سوف يكون لنا منطق الرد .. رد الاقوياء العقلاء الواثقين من كل تصرفاتهم .أن لعبة خلط الاوراق وخاصة في مثل هذه المنعطفات الحساسة التي يمر بها شعبنا ، فهناك تدافعاً غير مسبوق في التشهير والتسقيط والتفرقة تتداوله بعض المواقع الاخبارية المأجورة ،وهذا قد يكون الى قرب المشهد الانتخابي المقبل ، عسى منهم ان ينالوا من تلك الرموز الكبيرة أو اسكات صوت الحق الناطق باسم المرجعية الدينية الرشيدة أو غض البصر عن الفساد بانواعه أو السكوت عن حقوق الفقراء والمظلومين ، فأنهم لم يستطيعوا ، فلا تلتفت الى عوائهم ولغوهم أنهم يكذبون هم ظاهرة صوتية سوف يزولون . وما فعلته المواقع الاخبارية المأجورة من تناول الشيخ الصغير بالسنتهم بالتشويه والسب ما هي الا همجة اقصائية فاشية ، فلم يجدوا الا شعبيته تزيد وحب الناس له يفيض . فكثر هم الذين حاولوا عبر الاعلام المأجور وفشلوا ليبقى صغيرنا كبير رغم كيد الكائدين ومكر المتأمرين .