تمر علينا هذه الايام المباركة وهي تحمل لنا عبق عطر ولادة اشرف الكائنات طرا عندما بزغ فجر نور الله في صحراء العرب ليحولها من جاهلية عمياء الى واحة من الفكر والمحبة والوئام والتفاهم والتعايش ببركة محمد صلى الله عليه واله وسلم ليكون هاديا مهديا يحمل قبس نور الله في عينيه ويحمل تعاليم الاسلام المحمدي في قلبه وفكره ومنهجه بعد ان اجتباه الله بطيب الولادة وجعله سيدا من السادة ومنحه اخلاق الامم والشعوب فكان ان غير وجه الكون بما حباه الله به من الرحمة والاخلاق الفاضلة وعظيم الرسالة الربانية التي جاء بها من عند الله ووحي لم ينقطع الابعد ان اتم الله نوره وبعد ان بلغ رسالته واسمعها لكل العالم واتم حجته على عباده فكان ان خلف لنا قرأنا يتلى ونورا يتجلى وفكرا يتجدد.
وتمثل ولادة الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم منهجا وقبسا ومنارا نهتدي به للتغلب على الصعاب والتمسك بالتعاليم الصحيحة التي جاء بها الاسلام والتي تدعوا الى الاخوة ونبذ العنف والارهاب والتطرف والتسقيط والتعدي على حقوق الاخرين وما احوجنا اليوم الى هذه التعاليم والى التمسك بها والرجوع اليها لان ما نعيشه اليوم من تشرذم وفرقة وضياع ولهاث على الدنيا وبهرجها هو بسبب ابتعادنا عن فكر وروح وتعاليم محمد (ص)
ان الفكر والمنهج والرسالة والعقيدة التي جاء بها نبي الرحمة والتي استطاع من خلالها ان ينشر النور في ارجاع جزيرة قاحلة مترامية الاطراف ويحولها الى ارقى حضارة مدنية في الكون استمد العالم منها وهج تقدمه وازدهاره بقادر على ان يعيد بناء هذه الحضارة وهذا الفكر من جديد ويخلصه من ترسبات وترهلات القرون الماضية بالرجوع الى منهج وسنن محمد(ص) وبالرجوع الى دستور الاسلام وهو القرأن الكريم.
ان العراق يقف اليوم على مفترق طريق قد ينتهي بان يغادر كل طرف الى الجهة التي لا يريدها ولم يفكر بها لان الظروف والتحديات ربما ستجعله لا يجد مفرا من السير بذلك الطريق لكن لا زال في الوقت متسعا وفي النفوس امل وفي الرجال نخوة من الرجوع الى منهج الرسالة المحمدية ومنهج اهل البيت سلام الله عليهم وقد يكون في استذكار مبادئ اسبوع الوحدة والذي يتزامن مع ولادة نبي الرحمة والذي دعا اليه سماحة الراحل السيد المجاهد عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم رضوان الله تعالى عليه فرصة مناسبة للعودة الى طريق الحق ونبذ الخلافات والجلوس الى طاولة الحوار والتعامل بشفافية.
ان استذكار العظماء ومواقفهم الخالدة امر جيد وما هو افضل هو استذكار النبي محمد العظيم واستذكار مواقفه في هذا الوقت الفاصل من تاريخ الشعب العراقي والذي يمثل افضل الحلول للخروج من الازمة العالقة لان في اخلاق محمد وفي افكاره وفي قرأنه تكمن كل الحلول والمعالجات.