الصناعة الوطنية مصدر لرزق الفقراء واحد اهم اعمدة الاقتصاد غائبة من الشارع العراقي , نخبة سياسية بحاجة للتفكير في مستقبل العراق بستراتيجية وطنية تنهض بالمؤوسسات وتحيي القطاع الخاص لأنعاش الواقع الاقتصادي وإيجاد المخرجات لأحداث قفزة نوعية ومتغيرات بأستغلال الثروة البشرية والمادية لدفع التنمية , سياسة السوق المفتوحة جعلت من الشركات هي المهيمنة على سياسات الشعوب من خلال الضغط على الطبقة السياسية والتلاعب بحركة السوق لتحريك الرأي العام , الا ان التعامل في العراق اعتمد على الشركات المتدنية وترك الاستثمار مع الشركات الرصينة مقابل اخذ العمولات والدعم السياسي والمادي , الصناعة الوطنية غابت مثلما غابت الكثير من القيم البانية للمجتمع واصبح المستورد من اسباب التدمير للاقتصاد وللمواطن بالذات , اندثرت ( صنع في العراق ) وفخر الصناعة الوطنية ومعامل كانت تضاهي الصناعات العالمية , بينما كل الشعوب تسطر حضاراتها وأثارها على صناعاتها , سياسة مقصودة لتعطيل العقلية العراقية وجعله شعب مستهلك لا منتج يعتمد على ما نتج الشعوب ويتأثر بكل تثقافتها , وكم يستأنس شعب يشرب الشاي في ٥٠ درجة مئوية حينما يرتشفة من قدح عراقي , صناعة لم تتطور وكأننا نعيش العصور الوسطى بل اغلبها متوقف كمعامل السكر والاطارات والحديد والكهربائيات ...الخ ومعامل مهجورة وباب من ابواب الفساد وتهريب المليارات وعلى سبيل المثال معمل البطاريات انتج في احد الاعوام ١٦٨ بطارية خلال سنة كاملة تصل تكاليف الواحدة منها الى عشرات الملايين ولا تباع في السوق بأكثر من ٧٠ ألف او لا يرغب في شرائها المستهلك , ادارة المعمل اخترعت اّلية جديدة للتصريف بعد ان هجرها المواطن العراقي ولا يسأل عنها والبيع اصبح لأقربين من الموظفين , وكل موظف يشتري بطارية يمنح اجازة لمدة اسبوعين وهذا يعني من يشتري بطاريتين لا يعمل طلية الشهر و دفع ما يقارب مئة ألف مقابل عدم الدوام , الصناعة اختفت وتعطلت معها مئات الألاف من الشباب والأفضل لأدارات المعامل اعطاء الرواتب للموظفين بدل الذهاب للعمل وتوفر عليهم الجهد الضائع والاجور والتدافع في الازدحامات والتعرض لخطر التفجيرات وبذلك نقلل الانفاق على المعامل من نثريات وايفادات ومشتريات , ولا نحتاج ان يرقص ( استكان ) الرمادي على همومنا وقد رقصت بأموالنا كل منتديات المجنون والطيش ولم نجد منها المتنفس للعيش وشباب يتسكعون على ارصفة الشوارع باحثين عن مصدر للعيش يطاردهم الارهاب وتجذبهم المقاهي وادوات الجريمة وعوائل تنتظرهم ان يطرزوا بأناملهم تاريخ العراق وحضارته بأبداعتهم في فن صناعاتهم وابتكار الجديد بدل الاعتماد على التحوير والرديء والمستعمل ونفايات الشعوب وتجار يعتاشون على نكد الفقراء لا يمنعهم اي قانون ..
واثق الجابري