حين يتحدث البعض ويسوقون حججا ومقارنات ويقوم اخرون بشرعنة افعال خارجة عن القانون والمألوف طمعا في تحقيق المكتسبات بغير وجه حق ويقارنون بين مسيرات مسيسة وبين طقس عقائدي عبادي في سبيل الوصول الى مبتغاهم فهناك قطعا ما يخفونه وراء ظهورهم ولا اقصد الجميع الذين رفعوا شعار التظاهر من اجل اثبات الوجود لان بينهم استثناءات كثيرة وهولاء المقصودين توضع حولهم الاف علامات الاستفهام ودعوني اورد هنا بعض ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست حول الهدف من تظاهرات الانبار اثبت صحة مدعاي لاننا حقا نثق بها اكثر من ثقتنا بتحليلات الجزيرة والعربية وقنوات العهر الاعلامي فقد اوضحت هذه الصحيفة المغزى من كل ذلك رغم انه واضح ويحاول دعاته النكران والتشبث بدعوى التهميش حيث قالت هذه الصحيفة الامريكية "من ان التحرك لإقامة إقليم سني سبق التظاهرات في العراق، وأن هناك سياسيين استغلوا هذه التظاهرات وركبوا موجتها لتكون عتبة للدخول إلى الإقليم من البوابة الواسعة".وهذا الحق بعينة سيما وان هناك مخططات لم تعد خفية بالانفتاح على سوريا ما بعد الاسد التي تريدها دول بعينها وقد فشلت بعد تصدي الحكومة السورية لها ولمحاولاتها وهو ما جعل هذه الحكومات توعز لحلفائها واتباعها بلعب ورقة التظاهرات لانقاذ ما يمكن انقاذه باضعاف الحكومة العراقية التي تعتبر في نظر هولاء حليفا قويا لدول مناوئة لسياسة اسقاط الاسد عبر زج تنظيمات مسلحة ومرتزقة لتنفيذ هذا المخطط , اما عن هولاء الحلفاء والدول التي تقف ورائهم فقد ذكرت الصحيفة ان وزير المالية رافع العيساوي والهارب طارق الهاشمي ومحافظ نينوى اثيل النجيفي هم ابرز الشخصيات التي تعمل على اقامة الاقليم انهم يتلقون الدعم والاسناد والتعليمات من قطر وتركيا، ودول اخرى لم تسمها وقالت الصحيفة في معلومات تنقلها بهذا الصدد ان هولاء سيدفعون المتظاهرين في الأيام القليلة المقبلة إلى رفع لافتات تحمل عنوان "الإقليم خلاصنا".وهم متفقون على تقسيم العراق او تنفيذ مشروع الأميركي بايدن الذي لم ينجح بسبب معارضة السنة له قبلا لكن المصالح اختلفت اليوم ويراد للاقليم السني ان يكون نواة لتغيير خارطة المنطقة حسب الرؤية الامريكية التي يقوم بتنفيذها نيابة عنها كل من قطر وتركيا . الى هنا انتهت تعليقات الواشنطن بوست ولعل اول غيث هذه المرحلة هو نقل التظاهرات الى بغداد والعمل على تأجيج الشارع العراقي بكل توجهاته بالرغم ان من تصريحات القائمين على التظاهرات تقول انهم يريدون اقامة صلاة موحدة في العاصمة بغداد وهو ما نشك فيه قطعا فالمتظاهرين ومطالبهم التعجيزية في جزء كبير منها يريدون فرض واقع يقود للمطالبة باقليم سني ويقودهم في ذلك البعض ممن يرون ان الواقع السياسي الحالي سيخدمهم لتنفيذ هذا الامر مع ضعف انظمة الجوار العربية في سوريا والاردن . ان التلويح بالتقسيم والعمل عليه بهذه الطريقة الملتوية لن يكون الحل وعلى من يريدونه عدم رفع شعارات وطنية تستهوي جماهيرهم اقول ان عليهم ان يقولوا صراحة لماذا التقسيم ومن هو خصمهم في العراق اليوم هل هو المالكي منفردا وماذا لو تحول مستقبلا الى كل السياسيين والعراقيين بدعاوى وحجج اخرى محضرة سلفا تشير الدلائل الى انها طائفية بامتياز وهناك من يغذيها ويغدق الاموال في سبيل ترسيخها والا ما معنى نقل التظاهرات الى بغداد وخطاب دخول بغداد (فاتحين) وكاننا نعيش عصر فتوحات عبد الملك ابن مروان او السلطان محمد الفاتح او غيرهم ممن يسمون فاتحين اننا في الوقت الذي يطلب منا فسح المجال للاستماع نستمع وحين يطلب منا التحلي بضبط النفس ننضبط لكن ماهو رد فعل الاخرين وباي اتجاه غير اتجاه التصعيد لذا عليهم ان يحذروا في نهاية المطاف من اللعب بورقة الطائفية ويحذروا مفاجآت قد لاتكون في حسبناهم تحرقهم وتحرق البلاد معهم وعند ذاك لايمكن لهم اعادة عجلة الزمن الى الوراء واقصد الى وقت ما قبل زحفهم المليوني المزعوم الى بغداد .