بعد أن وصلت الثقافة السياسية المتدنية باستخدام (( القنادر )) على الرموز السياسية والشخصيات نضال يقتدى به وعملاً بطولياً ومنجزاً سياسياً والحقيقة أن هذا النوع من الممارسات المتدنية يجب أدانته بصرف النظر عن الشخص الذي طاله الاعتداء ، وأن التهليل لادارة الخلافات السياسية بهذه الطريقة سيكون نتيجته أخطر مما يتصور الكثيرون لانه سيفتح الباب أمام ممارسات أكثر عنفاً وستضع البلاد في طريق الهاوية . والحقيقة أن القوى السياسية دخلت الساحة دون ثقافة ديمقراطية تذكر ولا رادع للمتجاوزين والمجرمين سياسياً في حق الوطن وحق منافسيهم ، فلم يتعلم شركاء الحكومة وفرقاء الساحة السياسية أبسط قواعد الممارسة الديمقراطية ، فقام أنصار النجيفي والعيساوي والعلواني بالاعتداء على بعض شيوخ الجنوب والفرات الاوسط الذين قدموا الى محافظة الانبار من أجل التهدئة ونقل مطاليب المتظاهرين الى الحكومة والبرلمان ، ولكن أعتدوا عليهم (( بالقنادر )) ليسجل لهذه المجموعة الضالة بأنه (( نضال )) . ومهما كان الاختلاف مع الحكومة فأن رئيسها جاء عبر صناديق الاقتراح ومن حق الشعب أن يسقطه عبر ألية صناديق الاقتراح التي أوصلته الى هذا المنصب وليس أسقاط الحكومة عن طريق التظاهرات التي يجب أن تكون ورقة ضغط ورسالة أحتجاج وتقويم لا لاسقاط الحكومة المنتخبة . أن هذا النوع من الممارسات الخاطئة التحريضية لا يبني نظاماً ديمقراطياً لان رد الفعل لا يحسب من الطرف الاخر ، وهذا يهدد تجربة التحول الديمقراطي . أن حديث الاخوان السنة عن الاقصاء هو حديث كاذب ولن يحل المشكلة بل هو أسلوب يلجأ اليه المدفوع بأجندات خارجية عسى أن ينجح مستغلاً الخلافات السياسية ورافعاً شعار نضاله ( القنادر ) وسب الخصوم والتحريض على قتلهم .فأنتشار ثقافة النضال بالقنادر في الحراك السياسي قد أصبحت ظاهرة ، وأن أختلف المراقبون المعنيون بالنضال وشجونه ، لقد نسىء العالم خورشوف وحادثة حذائه ،كما نسي منتظر الزيدي في رشقة حذاءه الى الرئيس الامريكي بوش وبمرور الايام سوف ينس العالم تعرض الحاكم الامريكي للعراق بريمر الى رشقة من حذاء السامرائي ، وكذلك يَنس العالم حادثة تعرض شيوخ عشائر الجنوب والفرات الاوسط الى حادث الاعتداء ( القنادر ) ، فليس بغريب ولا مفاجىء في جماعة مهزومة داخلياً وخارجياً فكرياً وسياسياً مادياً وروحياً متعطشة الى القتل على طول تاريخها أن تتعلق بأصغر قشة تظن فيها أنتصارها مما هي فيه من ذلة وهوان وأن كانت بطولات كرتونية خرافية وهمية مخدوعة ويجعلون من فاعله بطلاً قومياً عربياً ليدخل التاريخ من خلال نضال ( القنادر ) .أن مثل تلك هذه الاحداث ستبقى مجرد نكت وحكايات ترويها الاجيال ، لقد أصبح الحذاء جزءاً لايتجزأ عن التعبير عن الموقف والتعبير عن السياسة والتعبير عن الذات (( وكل أناء بالذي فيه ينضح )) . وكما صفق الانسان العربي البسيط لحذاء الزيدي وقبله صفق لحذاء ( أبو تحسين ) عضو الحزب الشيوعي العراقي العراقي وهو يضرب بحذائه صورة ( صدام ) وها هي زمرة الضلالة ترمي بحذائها على شيوخ عشائر الجنوب والفرات الاوسط ليسجل لنضالها الاسود موقفاً من خبية الامل لينطبق عليهم المثل العربي القائل (( رجع بخفي حنين )) وقد يتغير المثل ويساير الاحداث فيصبح (( عاد بخفي المتظاهرين )) .