الاكراد لايطمئنون الى العرب نتيجة تسلط العرب على زمام السلطة منذ تأسيس الحكم الوطني في العراق وتعرض الاكراد لهجمات عسكرية على مر التأريخ وبعضها كانت حرب ابادة جماعية على يد سلطة البعث.
الشيعة لايطمئنون للسنة بعدما لاقوه من ظلم وتهميش وتسلط وحرمان بسبب التعامل الطائفي الذي مارسته الحكومات السنية مع ان الشيعة يشكلون الغالبية العظمى من الشعب العراقي والتي تجاوزت نسبة ٦٧% من مجموع الشعب العراقي،فضلا عن ان السنة رفضوا الدخول في العملية السياسية والمشاركة في حكومة الشراكة الوطنية بل قاوموها في بداية الامر وصدرت فتاوى من بعض رجال الدين بقتل الشرطة والجيش،ثم عادوا وشاركوا من خلال الحزب الاسلامي (الاخوان المسلمين) ،واحزاب وجبهات شكلت فيما بعد القائمة العراقية التي ظهر من قياداتها وبعض اعضائها شخصيات ارهابية.
السنة الذين حكموا العراق منذ تأسيس الدولة العراقية حتى سقوط سلطة البعث في ٢٠٠٣غير راضين عن عملية التغيير كونها قضت على المعادلة الظالمة،ومسألة المشاركة ورأي الاغلبية لاتروق لهم، اكثر من ذلك ان البعض منهم يفرض نظرية (اما كل شيء اولا شيئ)،لذا ولما سبق ذكره فهم لايطمئنون للكورد ولا للشيعة.
القوميات والمكونات الاخرى.. الآشوريون،والشبك،والمندائيون،والآيزيديون..لايطمئنون للجميع نتيجة لما تعرضوا له من استضعاف واقصاء وتهميش وتشريد .
واذا استمر الحال على ماهو عليه فسيؤدي لاقدر الله تعالى الى تقسيم العراق وربما انهيار العملية السياسية وخاصة في الظروف التي تشهدها المنطقة العربية.
قد تتدارك الحكومة -وبالتعاون مع جميع شركاء العملية السياسية- الأمر اذاما سعت جاهدة الى تحقيق جملة من الامور:
*المباشرة بتنفيذ القوانين التي تمت المصادقة عليها فورا ومن دون تلكؤ .
*التعجيل بالاجراءات التي تتخذها اللجان المكلفة بمعالجة المشاكل وخاصة المتعلقة بالحياة اليومية للناس والخدمية منها والسجون والامور المعاشية في المقدمة.
*الاستجابة لمطالب عوائل شهداء وضحايا وسجناء السلطة البعثية ومعظمهم من الاوساط الشيعية التي لم تنصف الى حد اللحظة بل زادتها العمليات الارهابية قتلا وفتكا وتشريدا،ولم تغير الحكومة الجديدة من واقعها المأساوي شيئا مع انها محسوبة عليها.
*هناك الكثير من الامور والاجراءات التي من خلالها تعاد الثقة بين اطراف العملية السياسية وعلى الاقل بين حكومة الاغلبية وجاهيرها والتي تزيد التفاف الشعب حول قياداته واستعداده للتضحية حماية للديمقراطية العراقية المهددة من الداخل والخارج .