وقد لعب السفراء ادوارا مشهودة في تخفيف التوترات بين الدول وحل المشاكل وانهاء الازمات مازاد في تمتين العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والمنافع المتبادلة بين البدان وتوثيق عرى الصداقة بين الشعوب .
الاّ ان السياسات الهوجاء لسلطة البعث البائدة حولت السفارات العراقية الى اوكار للمخابرات والتجسس وعصابات لتصفية المعارضين ما اساء لسمعة العراق عامة وللدبلوماسية العراقية خاصة،وساهم في تعكير علاقات العراق بالعالم وتوتيرها الامر الذي ادى الى طرد السفراء العراقييين في الكثير من البلدان وغلق السفارات العراقية فيها.
حاولت الحكومة العراقية بعد اسقاط السلطة السابقة وقيام النظام الديمقراطي ان تبذل جهدا متميزا في تحسين العلاقات مع العالم واعادة ترميم ما هدمهته السلطت السابقة وحرصت على اختيار السفراء ليقوموا بالجزء الاكبر من هذا الدور،الاّ ان المحاصصة لعبت دورا سلبيا ومشوها حيث اصبح السفير يمثل كتلته وطائفته وقوميته ويعمل لصالحها لالمصلحة العراق ولا لخدمة الجاليات العراقية في البلد الذي يمثل العراق فيه،الادهى من ذلك ان بعض السفارات تعمل ضد العراق وتحذر المستثمرين من الاستثمار في العراق،وتمنع الشركات الاجنبية من استلام مشاريع داخل وتحول دون منح ( الفيزة ) لأولئك المستثمرين واصحاب الشركات،و الاخطر من ذلك ان بعض السفارات صارت ملاذا لأزلام السلطة السابقة الفارين من وجه العدالة وربما صار البعض الآخر مقرا لتجنيد الارهابيين وادخالهم الى العراق تنفيذا لأوامر الكتل التي ترتبط بها تلك السفارات والتي دخلت العملية السياسية للعمل من اجل افشالها اولا وبعد ذلك الانقلاب عليها.
كل هذا يحصل بغياب الدور الفاعل لوزارة الخارجية العراقية ولأسباب معروفة !!.
الغريب ان اهمال السفارات العراقية وصل الى درجة التعطيل والتجميد اذ غاب دور السفراء عن حضور اي اجتماع للوفود العراقية الرسمية التي تزور البلدان لعقد اتفاقيات عسكرية او تجارية اوثقافية اوتسليح او تعاون مشترك وعلى مختلف المستويات للدرجة التي لايعلم السفير بما حصل الاّ بعد ان يعلن الامر في وسائل الاعلام العراقية واعلام تلك الدولة .