طبعا لم نكن نقصد الجوانب الدينية والعقائدية، بل نرد على المعترضين على سياسة المجلس واتهامه بالنأي بالنفس حيال المشاكل والازمات ومسك العصا من الوسط وهي –حسب تصورهم- مواقف ضبابية لاتضر ولاتنفع ولاتسمن ولاتغني من جوع.
لقد حدد المجلس ابعاد المرحلة الراهنة والمنعطف الحرج الذي تمر به العملية السياسية وبنى مواقفه وفق تصور ناضج مستل من ذلك التحديد حتى لاتغرق سفينة العراق الجديد بمن فيها ومافيها وهي تمخر عباب بحر الفتن والتربص والتآمر داخليا وخارجيا.
فيما يخص الاحداث الاخيرة اتجهت سياسة المجلس نحو التهدئة لغرض نزع فتيل الازمة واحتواء الشرر قبل ان يتحول حرائق يصعب السيطرة عليها وربما يتعذر اطفاؤها الا بتقديم المزيد من الخسائر والتضحيات.حيث دعا الحكومة الى الاستجابة الفورية لمطالب المتظاهرين المشروعة والاسراع الى معالجة الاوضاع التي سببت هذا الانفجار قبل معالجة النتائج.بالمقابل دعا المتظاهرين الى تجنب طرح المطالب التعجيزية والبعيدة عن الواقع.
هذه الرؤى اكدها السيد عمار الحكيم خلال لقاءاته مع السيد رئيس الوزراء والمسؤولين في الحكومة من جميع الاطراف من جهة ،ومع رؤساء وفود وشيوخ عشائر ووجهاء من الرمادي والموصل وغيرها.
وفيما يخص الميزانية العمومية سعى المجلس الاعلى بكل ما يملك من تأثير في سبيل اقناع جميع الاطراف على ابعاد مسألة الميزانية العمية عن التجاذبات السياسية والخلافات الجانبية والاسراع بمعالجة الجوانب الفنية للوصول الى اقرب واقصر الطرق التي من شأنها الاسراع في اقرارها كون الـتأخير يسبب خسارة تقدر بخمسة وعشرين مليون دولار عن كل يوم حسب تقدير المختصين .
هذا ما دأب عليه المجلس الاعلى من مواقف ناضجة لا يستوعبها ولايستجيب لها الآخرون الاّ بعد فوات الأوان.