نستطيع تقسيم مجاهدي الاهوار الى مجموعتين:-
اولا:- المجاميع المجاهدة التي حملت السلاح واعلنت الثورة ضد صدام وزمرته واتخذت من اهوار جنوب العراق ملاذات آمنة وهم ابطال التحدي الاكبر لسلطة البعث وهي في عنفوان قوتها وطغيانها وغطرستها واخذها العراقيين على الشك والتهمة والظن ودفنهم احياء في مقابر جماعية،او القائهم في احواض الاسيد او في الفرامات البشرية في مطامير الشعبة الخامسة واشباهها من زنزانات وسجون البعث السرية.
ثانيا:- اهالي الاهوار سكان العراق الاصليين الذين آووا ونصروا المجاهدين بتقديم الملاذ الآمن والطعام والدعم اللوجستي.
تعرضت المجموعة الثانية الى السجون بتهمة ايواء الثوار،ثم الى تجفيف الاهوار مصدر حياتهم وارزاقهم ثم تهجيرهم الى مناطق لايستطيعون التكيف مع عاداتها وتقاليدها وانماط عيشها ولايعرفون التعايش مع سكانها ولايحسنون اعمالها فتحول من بقي منهم على قيد الحياة الى كسبة في الاسواق وعمال بناء في احسن الاحوال .
فيما ذاقت المجموعة الاولى شر انواع القتل والتنكيل والمطاردة –خاصة بعد تجفيف الاهوار- وتعرضت عوائلهم واقاربهم الى المساءلة والسجون والطرد من الوظائف وهدم الدور في احيان كثيرة.
استبشرت عوائل المجموعتين وفرحت بالقصاص الآلهي العادل من صدام وزمرته وتعشمت بالقادمين الجدد خيرا كونهم الاقرب الى معاناتهم والاعرف بقضيتهم والابصر بتضحياتهم،ويوم يجر يوم وشهر يتبعه آخر،وعام يمضي ويحل عام ..والفضل للامطار اعادت ملئ الاهوار ليعود من بقي يشده الحنين الى مسقط رأسه ومحل عيشه الاصيل منتظرا مساواته مع البعثيين!.
من عاش من الثوار لم ينل من قوانين التعويضات شيئا فقانون ٩١بحاجة الى تعديل في بعض فقراته،والقوانين الاخرى لا مكان لمجاهدي الاهوار وسكانها موطئ قدم فيها.
يبدو ان الحكومة اكتفت بالنصب التذكاري لشهداء الاهوار وقالت لمجاهديها وسكانها هذه حصتكم من عملية التغيير!!.