مثل اعلان ائتلاف المواطن ٤١١ بشكله الرسمي من قبل سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي وبحضور قادة الكتل والقوائم المنضوية في هذا الائتلاف دافعا قويا في اتجاه تجذير التجربة الديمقراطية وتعزيز مسيرتها والرد على المشككين والخائفين من عدم اجرائها في وقتها المحدد في العشرين من شهر نيسان المقبل ومثل كذلك رسالة تطمين ايجابية مقابل الرسائل السلبية التي يطلقها البعض يوميا مما ولد حالة من التوازن بين ما يمكن اعتباره دعما للمسيرة الديمقراطية وبين ما يمكن اعتباره تراجعا في هذه المسيرة.
ورغم ان اعلان الائتلاف الوطني ٤١١ تاخر عن موعده المحدد في اكثر من مناسبة لاسباب تتعلق بالوضع السياسي المتازم الذي يعيشه البلد على خلفية تداعيات تظاهرات المنطقة الغربية التي اعقبت القاء القبض على حماية وزير المالية المستقيل بتهم تتعلق بقضايا ارهابية الا ان النتيجة النهائية كانت تذهب باتجاه اطلاق رسائل التطمين لابناء الشعب العراقي من ان الاوضاع العامة في البلد ليست بهذا السوء فكان اعلان الائتلاف الوطني ليكون الوهج العاصف الذي يخرق ظلام السكون ويبدد عتمة المشاكل والمعوقات ويرفع راية انتصار منهج السير في طريق بناء الدولة العصرية العادلة.
واعلان الائتلاف الوطني ٤١١ من قبل قيادة المجلس الاعلى لا يمثل حالة جديدة مبتكرة للبحث عن الشهرة والاضواء بقدر ما يمثل منهج ورؤية تمتد الى مواقف المجلس الاعلى في معالجته للازمات والمشاكل المتكررة والتي تشهدها الساحة السياسية العراقية على اعتبار ان مواقف المجلس الاعلى مواقف بناء وترميم ومد جسور الثقة بين الفرقاء السياسيين وزرع الثقة والتفاؤل في نفوس ابناء الشعب العراقي واعلان ائتلاف المواطن يدخل ضمن هذه الرؤية البناءة.
كما ان الاعلان عن برنامج ائتلاف المواطن من قبل السيد الحكيم يمثل حالة من التطور النوعي في عملية ادارة الحملات الانتخابية وخطوة متطورة في مجال الدعاية الانتخابية والتي لا تعتمد على الرموز والسلطة بقدر اعتمادها على الحقائق المترسخة في مجالات الخدمة والاعمار والبناء والتحضر وتحسين الاوضاع المعيشية والخدمية والصحية وهو برنامج يعتمد الواقعية والمهنية ولا يعتمد التضليل والغش والتدليس.
وقد يكون من اهم معطيات اعلان الائتلاف الوطني من قبل قيادة المجلس الاعلى هو عدم مراهنته على التاجيل او الالغاء لان المجلس الاعلى يعتبر اقامة الانتخابات في وقتها المحدد يمثل انتصار للعملية السياسية وللمنهج الديمقراطي حتى لو استفادة بعض الاطراف من هذا التاكيد لان المهم ليس هذا الطرف او ذاك بقدر ما يتم تجذير الممارسة واحترام اوقاتها وعدم التسويف في اقامتها.