دون شك ان الانتخابات هي من اهم حقوق المواطن للتعبير عن الديمقراطية وإرساء مفاهيمها , كل القوانين كفلت له حق الترشيح والانتخاب والمشاركة في صنع القرار حسب الاستحقاقات , المفاهيم الديمقراطية في العراق لا تزال متأرجحة تحت مختلف الضغوطات بين العشيرة والطائفة والحزب وقساوة الحياة وسوء الخدمة وعدم الصدقية في ألتزام المسؤولين تجاه واجباتهم , لستخدم تلك الادوات لكسب انتخابات مجالس المحافظات كونها تأتي بالأهمية للعلاقة المباشرة بالمدن , وتؤسس لمجالس الخدمة التي لا علاقة لها بالشؤون والمشاكل الاتحادية , بل هي لمواجهة التحديات المناطقية وتخلق نوع من التنافس بين المحافظات في حال الانطلاق بها بالشكل الصحيح ومن بناء المحافظات يتم بناء البلاد , بعض الكتل تحاول اسقاط خلافاتها السياسية وتزج المحافظات ومجالسها في ذلك لتخرجها من اختصاصاتها وواجباتها , لذلك اتخذت لنفسها خنادق طائفية وأحتماء مرشحيها خلف الرموز السياسية والدينية وهذا دليل على غياب برامج المرشحين وانهم ساعين للمنصب دون اي هدف سوى المنافع منه , اعلانات عجيبة غريبة حينما يغيب المرشحين وبرامجهم لخلق اللاوعي الانتخابي للمواطن ليتجه للاختيار الخاطيء للقائمة وإبعاد المفاضلة بين المرشحين من بين القوائم وفي داخل نفس القائمة , هنا يأتي دور المواطن للبحث عن الكتل الوطنية التي تبتعد عن دائرة الخلافات السياسية المصلحية وتركز شعاراتها وبرامجها لخدمة محافظاتها وجعلها اولاّ في تسابق المحافظات للنهوض بواقعها المتردي , ومن ثم اختياراتها كانت على اساس مرشحين مناطقين يمثلون ارادة تلك الأحياء وجماهيرها , طبيعة القوائم بين الجيد والمتوسط والسيء , دور المواطن التمييز بينها وكيفية الاختيار , وعليه الاختيار الصحيح للقائمة الجيدة والشخص الكفوء وعدم الأعتماد على التصويت للقائمة فقط ليسمح لمن يشتري الاصوات بالعودة مرة اخرى , وحين اختيار القائمة دون المرشح سوف يعيد اخطاء الانتخابات البرلمانية السابقة وسيطرة رئيس القائمة على القرار ويكون صاحب الفضل على الأعضاء , اما اختيار شخص كفوء في قائمة سيئة سيكون قراره محكوم بسياسة القائمة , ولكن ربما تجد في القائمة الجيدة شخص اقل كفاءة فيكون الخيار للأفضل , انتخاب غير الأكفاء والاختصاص يجعل من لا يملك الأرادة للتغيير ومن يطلب السلطة يتحكم بالقرار . البعض من المواطنين وكرد فعل لسوء الخدمات والوعود التي لم تنجز يسعى للعزوف عن الانتخابات وهذا ما يجعله غير مشارك في التغيير والسماح لأصحاب النفوس الضعيفة بالتسلق مرة اخرى وسرقة الأرادة المجتمعية , وخاصة في ظروف تعيد بعض القوائم اشخاص ثبت فشلهم وفسادهم رغم انهم كانوا في هرم السلطة او فشلوا في انتخابات سابقة ليحتموا بالقوائم لضمان الوصول , كتلة المواطن جمعت قوى وطنية اعطت الطابع الشبابي والتوزيع بالترشحيات من مختلف المناطق وهذا ما يدل على التعبير عن هموم مناطقية في المحافظة والشباب المفعم بالأرادة للتغيير ورفع شعار المحافظة وبرنامج المرشح دون الأختباء خلف الرموز , رغم انها كانت من قوى وطنية لها التاريخ الطويل في التحرك الجماهيري وتاريخ من التضحيات والوقوف الى جنب المواطن في كثير من المشاريع التي تخدم الطبقات المحرومة ورفع شعار المحافظة لكونها انتخابات للمحافظة لا علاقة لها بالسياسة ..