بالامس القريب خرج جيشنا الباسل مدافعا عن اعراض العرب في الجولان ، قاتل ووصلت مدافعه الى ما وصلت اليه ، ولم يكن لذلك من اثر على احد ، فقد ذهبت هذه التضحيات ادراج الرياح بعد اول خطأ سياسي ارتكبه العراق بعد ذلك ، على ان اخطاء القادة لا (تضيع اجر العاملين) كما يجب وكما يفترض ان يكون .. اليوم وقد تكررت هذه الحالة على الحدود العراقية السورية ،فقد استشهد عدد من ابنائنا وشبابنا في صفوف الجيش بعملية مشتركة مع الجيش السوري وضاعت دمائهم بين روايات كثيرة لانعرف لها اولا ولا آخر ، لم تكن هذه العملية مدروسة او مخطط لها ، لم تكن الحكومة العراقية على علم كامل بما يجري، وهذا ليس راي شخصي وانما الواقع هو ما يكشف ذلك فلو كان هذا القرار نابع من مصدر مسؤول لكان على علم بما جرى ولانتهت الحيرة التي نحن عليها الان بخصوص هؤلاء الشهداء الذين قضوا على الحدود ولم يرف لمقتلهم سببا ، هل كان يجب علينا ان ندافع عن معبر سوري ؟ وهل الدماء العراقية ارخص من نعرف كيف اهرقت ؟ .
يعتقد الكثيرون ممن لهم باع طويل في عالم السياسة العميق ان التدخل الآني في القضية السورية يجب ان يقتصر على الجانب السياسي وان تكون مصالح الشعب السوري هي الاولوية التي يجب ان تتحرك عليها حكومتنا الموقرة والا فان الدخول في عداوات وحروب وفتح جبهات كثيرة سيضعف حتما شكل الدولة ويحد من قابليات الحكومة في رسم خارطة كبيرة لبناء البلد ، وليس من الحكمة ان يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات خصوصا وان العراقيين جربوا ذلك وخرجوا من التجربة باكوام من العظام والجثث التي ملأت القفار ولم يجني منها البلد سوى الدمار.
ان التحلي بالحكمة في هذه الايام والتزام جانب الحياد مع حق الرد على اي تطاول على حدود العراق هو الاسلم والافضل لمصلحة العراق لعلمنا ان غير ذلك سوف يجر البلد الى ما لا يحمد عقباه وسيتحمل وزره العراقيون برمتهم لا القيادة فقط على ان القيادة هي اقل العراقيين خسارة في مثل هذه الامور لانها وطنت ووطدت نفسها بترسانات حمية وضمانات وارصدة في بنوك في الوقت الذي بقيت فيه الناس مشرعة امام الهجمات الأرهابية المنظمة التي تغزو شوارع مدننا كل يوم .