احد هؤلاء الكرماء اراد النزول بقائمة مستقلة ، وتأكيدا (لاستقلاليته) المركزة الخالية من كل المسميات العنصرية والشوفينية والاثنية والطائفية أصر على توجيه الدعوة لرجال ونساء من جميع الاطياف العراقية بتنوع طبقاتها .. رجال دين .. شيوخ .. سادة .. كتاب .. شعراء .. عمال .
كنت ممن وجهت له الدعوة من خلال زميل وصديق مقرب من صاحب الدعوة . بعد الترحيب الحار والثناء والتبجيل بالحاضرين اختار الأخ المرشح مفردة الطائفية وراح يتحدث عنها باسهاب وتفصيل بحيث لم يترك شاردة ولا واردة ولانطيحة ولامتردية تخص الطائفية او لها علاقة او شبه علاقة من بعيد البعيد الا وذكرها .
بعد هذا الاطناب الممل حد الضجر فتح متكرما باب النقاش والمداخلات .
سألته بلهجة الجاهل المتلهف لسماع جواب معقول مقنع محايد: على ضوء شرحك المستفيض للطائفية تأكد للجميع ان سلطة صدام كانت طائفية حد النخاع بل حتى خارج نطاق المألوف ؟!.
اجابني بغضب مكبوت وبأنفعال ممزوج بأبتسامة باهتة لاخفائه: لا.. مع الأسف سيد .. نظام صدام ابدا مو طائفي .. لازم سماحتك كنت تفكر خارج القاعة ..او مشغول في موضوع خلال المحاضرة ؟.
قلت : اذا كانت محافظات العراق واقضيتها ونواحيها ومديريات شرطتها ومحاكمها ودوائر امنها واستخباراتها وقيادات شعبها ومكاتبها وفروعها .. تدار من قبل جهة معينة واحيانا من عشيرة او محافظة معينة ما عدا بعض الشرطة والكناسين والخدم .. واذا كانت قيادات القوات المسلحة بفيالقها وفرقها وألويتها وافواجها وسراياها وفصائلها .. البرية والبحرية والجوية تدار من نفس الجهة عدا الجنود والمراسلين والحلاقين ...
واذا كانت الوزارات ووكلاؤها ومستشاروها ومدراؤها ورؤساء دواوينها وضباط امنها تدار من نفس الجهة عدا الفراشين والكتبة وصغار الموظفين ..واذا كانت الاجهزة الامنية والاستخبارية والحرس الخاص والامن الخاص والحمايات وماشابه تدار من نفس الجهة ..
واذا كانت المؤسسات الرياضية والثقافية والصحفية والنقابية والتعاونية والاذاعة والتلفزيون .. تدار من نفس الجهة ..
عدا التوابع الخدمية ..
واذا كانت قيادة البلاد وكل ما مر من قيادات تدار بيد شخص واحد يحيي ويميت .. اذا كان كل ذلك ليس بطائفية فأرجو ان تضع لنا مصطلحا مناسبا لتشخيص تلك الحالة كي نستعمله في كتباتنا ونقاشاتنا .
ضحك المرشح (المستقل جدا ) بصوت عال وتوجه الى الحاضرين :
سمعتوا اخوان اذا سيدنا يتكلم بنفس طائفي لعد الباقين شلون؟!!.