يتفق العراقيون جميعا على ان اسرة الحكيم امتازت بلعب دور وطني بارز خلال الاحداث التي لازمت بناء العراق ومنذ اللبنة الاولى لتأسيس الحكم الوطني فيه اثر سقوط الامبراطورية العثمانية،اذ كان الراحل الكبير زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم في طليعة المجاهدين ايام ثورة العشرين العشرين،وعاصر الحكومات المختلفة الملكية والجمهورية ،وكان لفتاواه السياسية الصدى المدوي لدى الجماهير العراقية،والاثر البالغ في تغيير سياسة الحكام آن ذاك، حتى بزغت الصفوة من اولاده الذين ساروا وفق رؤاه وعلى خطى نهجه،وفي مقدمتهم الشهيد محمد مهدي،والشهيد محمد باقر،وعزيز العراق،مع اخوتهم الذين استشهدوا في زنزانات صدام لم يكونوا اقل شأنا الاّ ان سلطة البعث حالت بينهم وبين الجماهير وعجلت بتصفيتهم.
كان الدور الابرز لشهيد المحراب اذ تحمل قيادة فصائل الجهاد في ريعان شبابه وبدأ بمقارعة السلطات البعثية وهي في اوج طغيانها وتعرض للسجن والتعذيب ،وبعد اطلاق سراحه بقدرة قادر واصل قيادة الثورة الاسلامية من خارج العراق لأكثر من عقدين من الزمن حتى سقوط سلطة البعث .
حدد شهيد المحراب رؤيته السياسية للمشهد العراقي الجديد وفق الثوابت الآتية:-
اولا:- نظام الحكم في العراق الجديد نظام خاص و لن يكون نسخة مستنسخة من اي نظام في العالم .
ثانيا:- قوات التحالف التي ساعدت العراقيين في اسقاط سلطة البعث يجب ان تغادر العراق بعد ستة اشهر،وان توثق العلاقة مع هذه الدول على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
ثالثا:- الاسراع بكتابة دستور عراقي جديد دائم وبايد عراقية ويعرض للاستفتاء العام .
رابعا :- قيام حكومة شراكة وطنية تضم جميع اطياف الشعب العراقي .
خامسا:- تنظم انتخابات برلمانية ومجالس محافظات تحدد من خلالها السلطة التشريعية التي تؤسس لحكومة وطنية وحكومات محلية.
ومع ان عزيز العراق حرص على تنفيذ رؤى شهيد المحراب خلال وجوده في مجلس الحكم ومن ثم ترؤسه لاكبر كتلة سياسية ( الائتلاف الوطني الموحد) واضاف رؤية ناضجة لاقامة فدرالية الجنوب والوسط الاّ انه جوبه باعتراضات انانية غير وطنية وغير واعية ولا تهمها سوى منافعها الشخصية والفئوية ،ومن مختلف الجهات والتي لم تمهله تنفيذ مشروع الدولة العصرية العادلة الذي يضع العراق في مصاف ارقى دول العالم المتمدن وينهي ازمات العراقيين ومآ سيهم ويحقق الرفاه للمستضعفين المحرومين .