فمنذ القدم والنظرة للمعلم نظرة تقدير و تبجيل وعلى أنه صاحب رسالة مقدسة وشريفة ، فهو معلم الأجيال ومربيها، وإذا أمعنا النظر في معاني هذه الرسالة المقدسة والمهنة الشريفة خلصنا إلى أن مهنة التعليم الذي اختارها المعلم وانتمى إليها إنما هي مهنة أساسية وركيزة هامة في تقدم الأمم وسيادتها ، فالشعب المتعلم والمتحضر متقدم على كل الأصعدة سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو عسكرية أو ثقافية وزراعية وصناعية وكل ذلك يعزى إلى المعلم وسياسة التعليم التي تنتهجها الشعوب المتحضرة للوصول إلى التقدم والرقي .
فالمعلم هو القائد التربوي الأمين الذي يلتقي الطفل بة مباشرة بعد انتقاله من محيط الأسرة إلى العالم الأوسع وهي المدرسة وهي مرحلة انتقالية خطيرة ومهمة جدا في حياة الطفل فلقاءه بالقائد الجديد يجب أن لا يكون لقاءا عابرا بل يجب أن يكون مدروسا ومخطط له على أعلى المستويات ، فيجب أن يكون المعلم بمثابة الموجه الحازم للطفل والمرشد الهادي الذي يوجهه إلى ما فيه الإنتاج والخلق والسلوك الاجتماعي الصحيح والأخ الأكبر الذي يهيئ لإخوانه الصغار الجو المناسب الذي يميلون إليه ،وعليه إن يعيش معهم فيه ويظهر أمامهم على طبيعته من غير تكلف أو كبرياء ، ومن واجبه كذلك أن يكون معيناً لهم يساعدهم على مقابلة الشدائد والتغلب على الصعاب ، بهذا فقط يستطيع أن يكسب ثقة تلاميذه وحبهم له، ويستطيع أن يؤثر في نفوسهم ويوجههم إلى مافيه خيرهم وخير الإنسانية ويدفع بالعملية التربوية إلى الأمام وتوجيه السلوك لدى المتعلمين الذين يقوم بتعليمهم نعم إنه قائد تربوي ميداني يخوض معارك ضارية ضد الجهل والتخلف والأمراض النفسية والجسدية ببسالة فائقة سلاحه الإيمان بالله تعالى ، ونور العلم الذي يتحلى به، وهو يحقق الانتصار مع كل ابتسامة صادقة لطفل نطق حرف بطريقة صحيحة وفرح بنجاحه ، وبذلك فهو يسعد الناس من حوله حتى وَصَفوه بالشمعة التي تحترق لتضيء الطريق ولا شك أن هذا التشبيه له دلالته الهامة على مكانة المعــــلم فدور المعلم في بناء الإنسان وقيام الحضارة لا يستطيع أحد أن يتجاهله ، بل إن نجاح النظام التعليمي يعني نجاح الحضارة وتميزها حيث يترك المعلم آثاراً واضحة على المجتمع كله وليس على أفراد منه فحسب فالفيلسوف علمة معلم والطبيب علمة معلم والمهندس علمة معلم والمحامي علمة معلم والضابط علمة معلم والمعلم علمة معلم فكل الناجحون في المجتمع يقفون إجلالا وإكراما للمعلم الذي غرس فيهم حب العلم وحب الحياة والإنسانية حتى شبة دور المعلم بدور الرسول حيث قال الشاعر احمد شوقي :
قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجِيلا ... ... كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولا
فالمعلم في الصف لا يُدرّسُ لطالب واحد فقط ، وإنما للعشرات وهو بهذا يمر على الكثير من التلاميذ خلال يوم واحد من أيام عمله فالمعلم يترك أثارا متميزة على عقول طلبته وعلى شخصياتهم وكيفية نموها وتفتحها على حقائق الحياة ، وأحياناً على مسارات حياتهم ما بقيت الحياة وبناءً على ماتقدم نجد أن علماء التربية والمهتمون بالتعليم عكفوا على دراسة الأمور التي تخص المعلم فمن الباحثين من درس صفات المعلم النفسية ، وخصائصه المعرفية ، ومنهم من درس سلوكه وأثره على المتعلمين ومنهم من درس كيفية تعامله مع الطلاب ومنهم من بحث في أساليب التدريس السليمة .
وقد تحدث (ايرل بولياس ، جيمس يونغ) في كتابهما عن المعلم والذي كان عنوانه :
) المعلم هو أشياء كثيرة(((A teacher is Many thingsعن صفات وخصائص يتصف بها المعلم أهمها :
١-المعلم مرشد فهو مرشد في رحلة المعرفة، يعتمد على تجاربه وخبرته لأنه يعرف الطريق والمسافرين ويهتم اهتماماً بالغاً بتعليمهم .
٢-المعلم مربًّ:- يعلم وفقاً للمفهوم القديم للتعليم فهو يساعد الطالب على التعلم.
٣-المعلم مجدد وهو جسر بين الأجيال .
٤-المعلم قدوة ومثلٌ ، في المواقف ، في الكلام ، في العادات ، اللباس .
٥ -المعلم باحث يطلب المزيد من المعرفة .
٦-المعلم خبير وإنسان يعرف ، ويعرف أنه يعرف أن عليه أن يكون واسع المعرفة.
٧-المعلم رجل متنقل ، قصّاص ، ممثل، مناظر ، باني مجتمع .
٩-المعلم يواجه الحقيقة ، طالب علم ومعرفة ، مقوّم ، مخلص ، المعلم إنسان .
يمثل المعلم في العصر التربوي الحديث عدة أدوار تربوية اجتماعية تساير روح العصر والتطور فيجب على القائمين والمسؤولين بالشأن التربوي الاهتمام بشريحة المعلمين ودعمهم بكل الوسائل والاهتمام بمعاهد المعلمين وكليات التربية وان تكون هناك ضوابط مشددة للقبول فيها والمراقبة الشديدة والصارمة على الامتحانات التي تجري في هذه المعاهد والكليات وعلى المسؤولين في وزارة التربية إجراء مقابلة واختبارات للمتقدمين للتعيين كمعلمين ومدرسين لان الكثير منهم غير ملم باختصاصه بل ولعل البعض لايعرف الكتابة اتقوا الله في أبنائنا اتقوا الله في وطننا اتقوا الله في ديننا اتقوا الله في كل شيء لان أبنائنا ووطننا وديننا أمانة في أعناقكم فانظروا عند من تودعوا هذه الأمانات .
رشيد رسن العكيلي
مديرية تربية الكرخ الأولى /قسم محو الأمية