على امتداد الدولة الاسلامية ومنذ اغماضة عين الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته الطاهرين واصحابه المنتجبين الصابرين والى يوم الناس هذا لم يظهر الاّ حاكم واحد جعل خدمة الجماهير المظلومة المحرومة هدف مسيرة حكمه، وغاية وجود سلطته فساوى بين قنبر الخادم ومالك الاشتر القائد، وامر بتأميم املاك طلحة والزبير وطواغيت بني امية .ولذا لم يمهلوه لحظة استقرار واحدة حتى اغتالوه في محرابه بعد اربع سنوات وعدة شهور!.
وفي حقب الدولة الحديثة ظهر حاكم واحد فقط آمن باحقية الجماهير وحاول جاهدا انصافها ..حارب الاقطاع والمتنفذين..انصف الفلاحين منهم ،جهد لأنقاذ الفقراء وتوفير العيش الكريم لهم. ولذا تكالبت عليه قوى الشر واغتالته بعد اربع سنوات وخمسة اشهر ورموا جثمانه في النهر بعد ان اثقلوه بالحديد ليلاقي ربه بلا مال ولا بيت ولازوجة ولا ولد ولا قبر !.
أحد ملوك الصين القدماء حاول حماية الجماهير من شر الطواغيت والمتنفذين والمسؤولين ولذا اصدر امرا بان يأتي المظلوم وصاحب الحاجة الى باب القصر ويصيح باعلى صوته، اويعترض موكبه في الطريق ويصيح باعلى صوته .بعد سنين اصيب هذا الملك بالصمم فاخذ يبكي بكاءا شديدا ولما عجب المحيطون به واستغربوا من جزعه قال : ابكي لأني سوف لن استطيع سماع صوت المظلومين !. لكنه اهتدى الى طريقة اخرى.. فأمر ان يعترض المحتاجون والمظلومون موكبه برفع الرايات الحمراء .وعندها كف عن البكاء!.
الجماهير ابقى والحاكمون زائلون .. فهلا تنبه القادة وجعلوا الجماهير وسيلة وغاية؟!.
الجماهير العراقية.. يوما بعد يوم تزداد ثقة وتمسكا بالخط الوطني الذي تبناه المجلس الاعلى والمتمثل بوضع الهم الشعبي ومطالب الطبقة المسحوقة نصب عينيه والذي تجسد بالمشاريع الجماهيرية ذات النفع العام التي دأب السيد عمار الحكيم على اطلاقها .ومنها مشروع منحة الطلبة،وقانون التقاعد،وذوي الاحتياجات الخاصة،وانصاف المرأة ومكافحة العنف ضدها،واحياء ميسان ، والبترو دولار،والمثنى المحافظة المنسية،والبصرة عاصمة العراق الاقتصادية...وغير ذلك.
وسواء تلكأ او تأخر تنفيذ هذه المشاريع او حاول البعض محاربتها فان المجلس الاعلى اختار الجماهير رصيدا واختارته قيادة خاصة بعدما تبنى شعار : شعب لانخدمه لانستحق ان نمثله.