ومع أن نظام الجرع بالتقسيط "غير مريح"، إلا أنه يقدم للمواطن ميزة التجرع التدريجي،فاسعار المواد الغذائيه في السوق المحليه ترتفع من حوله بطريقة أخطبوطية بطيئة، ويتعرض لجرعة طويلة الأمد يمكن توصيفها بـ"الوخز بالإبر الحكومية"...وغير الحكوميه
ولا يستبعد أن تتحول "وزارة التجارة" لاحقا إلى "وزارة الجرعة والتقسيط"، ويصبح من مهامها توزيع الماده الغذائيه المقدمة (أقصد الجرعة المقدمة) وتقسيط بقية المواد (أقصد الجرعات) على شهور السنة.
وعلى اعتبار أن الجرع بالتقسيط ستصبح على مدار السنة، فإن السنة ستتحول من السنة الميلادية إلى السنة الجرعية، وسيصبح تاريخ ميلاد ابن اخي مثلا: "ألف وجرعمائة وجرعين ج".
والفصول الأربعة ستصبح مواسم للتجريع، وستصبح الأغنية المفضلة لدينا: "جرعتك بالصيف، جرعتك بالشتا"، و"انا وحبيبي تجرعنا سوى"، وسنكتب على جدران الأرصفة: "ذكريات جرعة شهر اب"، وسيغني لنااحدهم : "جرعة ورا جرعة وعيد ورا عيد".
وإذا قدر الله وحصل زلزال سيصبح مقياسه أربعة فاصل خمسة بمقياس "جرعر".
حتى الجنون سيصبح بالتقسيط، في القسط الأول من الجرعة تبدأ تهلوس، وفي القسط الثاني يحدث لك فيوز، ثم تتوالى بقية الفيوزات مع بقية الإقساط، ثمتبدأ تتمايل وان تمشي في الشارع ، ثم تمشي وانت (دايخ) على الرصيف، ثم تبحث عن (كطف سيجارة)..، ثم( تموع روحك) ثم تتجنن وأخيرا تدخل مستشفى "المجاريع".
بعدئذ ستفتح التلفزيون وتشاهد هذا الإعلان: "انتقل إلى رحمة الله المواطن المجروع جرعان بن جرعان بعد عمر قضى معظمه في تلقي أقساط جرعات البطاقه التموينيه، وسيتم مواراة جثمان الجريع جرعان في مقبرة( جريعة).... ولا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون (وإلى الحكومة جارعون)
الدكتور
يوسف السعيدي