هناك تقصير واضح من الحكومة في الملف الامني والخدمي والسياسي.. وهناك اخطاء كبيرة وخطيرة ارتكبت في هذه الملفات، ساهمت بالتدهور الحالي.. والجميع مسؤول عن تقديم الحلول وليس شخصاً او حزباً واحداً.. لكن اس المشكلة ومحورها كان، وما زال لحد كبير، بسبب التداعيات المتراكمة لـ٣٥ عاماً، قبل التغيير.. فالبلاد قد دمرت ودخلت في حروب داخلية وخارجية كبيرة، وطغت السياسات الاستبدادية والطائفية والعنصرية التي مزقت الصفوف، وزرعت الكراهية والحقد والانقسام لحد كبير.. وهذه حقيقة يجب تذكرها باستمرار، دون استخدامها ذريعة لتبرير الكثير من عناصر الفشل في الحكومات المتعاقبة بعد ٢٠٠٣.
صحيح ان النظام الاستبدادي و"جمهورية الخوف" كانت تخفي ذلك كله تحت مظلة القمع، بما في ذلك اعمال التصفية لخطوط بعثية معارضة كثيرة، ومنها "البعث السوري" والذي قدم الكثير من الشهداء.. وارتبط بـ"المجلس" و"الدعوة" وبقية القوى الوطنية بعلاقات عمل مشترك ضد "الصداميين".. والصحيح ايضاً انه لا يمكن لمن تزاوجت مصالحه مع الارهاب قبل التغيير.. ويتزاوج اليوم مع داعش ان يكون مخلصاً لشعبنا.. فالسياسات السابقة هي التي فتحت الطريق للارهاب ان يجد ارضاً خصبة في بلادنا.. والتحالف معه اليوم -ومهما كانت الذرائع- هي استمرار للسياسات السابقة التي استهدفت جميع مكونات شعبنا على حد سواء.
فقط اولئك الذين ينفصلون عن داعش والارهاب.. ويقفون بوجهه هم اصدقاؤنا، او اصدقاء محتملون لنا، حتى وان اختلفوا معنا سياسياً وعقائدياً. ولا يمكن لمن شن حملات الانفال وضرب حلبجة بالسلاح الكيماوي ان يكون صادقاً مع الكرد.. ولمن اغتال واعدم رفاقه وجماهير واسعة من السنة ان يتصدى اليوم للدفاع عنهم.. ولمن اراد الشر بالشيعة وقتل وهجر الملايين منهم ورفع شعار "لا شيعة بعد اليوم" ان تخلص نواياه ازائهم.