الاتفاق الأخير بين الحكومة الاتحادية حكومة كردستان, حول تصدير النفط, سيضمن إن نعيد إلى الخزينة صادرات, ما يقارب مليون برميل نفط يومياً , من كردستان وحقول كركوك والشمال , أي عشرات المليارات التي خسرناها عام٢٠١٤, والتي تبلغ أكثر من ثلاثين مليار دولار, وهو يمثل رقم كبير, خصوصا أن السوق العالمي مقبل على انخفاض بالأسعار,حسب توقعات خبراء السوق العالمية, وهذا ما يدفعنا لاصطلاح منظومتنا النفطية, وحل المشاكل المعرقلة للإنتاج, لتعويض فرق السعر, وللحفاظ على واردات متوازنة.
بلغة الأرقام, والتي غالط الكثير من كتاب السوء فيها, لغرض التسقيط ليس إلا, البعض فهم إن الحكومة ستدفع يوميا ٥٠٠ مليون دولار للإقليم مقابل إل ١٥٠ إلف برميل نفط يوميا, وهذا ليس حقيقة بل إن الاتفاق, تدفع ألان الخمسمائة مليون دولار, حيث تسببت الحكومة السابقة بخسائر كبيرة, نتيجة توقف تصدير النفط عن طريق كردستان, وتوقف نفط كركوك من شهر اذار من العام الحالي, نتيجة تدمير الإرهابيين لخطوط النقل, فكانت احد مطالب إعادة الثقة, هذا المبلغ مقابل تصدير المائة والخمسون الف برميل يوميا, كجزء من الحل وليس كل الحل, فليس للمبلغ ارتباط للمستحقات المتبادلة, ولا لقضية الصادرات والإنتاج , بل لفتح الطريق لحلول شاملة, بصورة عادلة ودستورية لجميع الأمور العالقة.
أزمات الأمس مع الإقليم لم تجلب الخير للعراق, كانت تصنع الأزمة كي تخلق بطل وهمي, تسعفه الصورة الوهمية في التمسك بكرسي الحكم, لم تكن هناك رؤية لإنتاج العراق النفطي, ومدى تأثير الأزمة على مستقبل البلد, وكيف يمكن التخلي على شريك تاريخي, لغرض شخصي وزمانه قصير؟ كلها تغيب في ساحة الأنانية المفرطة, التي كان لها حضور طاغي بالأمس. لذلك ورثة حكومة اليوم أزمات الأمس, فكان عليها تصفير الأزمات, واهم تلك الأزمات هي قضية النفط مع الإقليم.
ملاحظة هامة, لم تكن خطوة الاتفاق منفردة من وزير النفط, بل هي من أساس المنهاج الحكومي في الفقرة ١٧ والتي تقتضي (بحل الخلافات العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان, في ملفي الموازنة العامة وتصدير النفط...), والحل تم بتوجيه من رئيس الحكومة, أي لم تنفرد به كتلة بعينها,أو شخص الوزير وحده, كما يسعى بعض كتاب السوء لتصويره للناس, عبر كتابات غير مهنية, فنرجو الانتباه لهذه الحقيقة كي لا تختلط الأمور, ويضيع صاحب الحق.
ما إن تم الإعلان عن الاتفاق مع إقليم كردستان, حتى شرعت أقلام السوء للإساءة للعراق وللحكومة, ولوزارة النفط ووزيرها بالخصوص, وتلقف أفكارهم المريضة البعض بحسن نية مع غياب فهم للفكرة, أما البعض الأخر ينتظرون أي شي فقط للإساءة لشخص الوزير والحكومة الجديدة, باعتبارات غريبة تنتظم ضمن خانة المال الأصفر, ولا ننسى تواجد أقلام البعث الساعية دوما للإساءة, لأسباب معروفة, وهنا يأتي دور الأقلام الشريفة في كشف المخفي.
سئلت صديقي الكاتب حيدر حسين سويري, لماذا كل هذا اللغط حول اتفاق وزارة النفط مع إقليم كردستان, فقال السبب عدم وجود رؤية للمستقبل, كان صلح الحديبية بنظر ذوي الأفق المحدود يمثل تنازل كبير, لكن نتائجه ظهرت بعد فترة قصيرة من الزمن, كذلك ألان نحتاج للوقت كي نرى مكاسب اتفاق اليوم, ومن يعترض فهو يعيش بأفق محدود, أن اغلب مشاكلنا بسبب منغلقي الفكر والفهم.
حلم إن يتفهم ذوي الأفق المحدود أهمية الزمن لجني الثمار.
اسعد عبد الله عبد علي