الاتفاق كان ابرز مضامينه, إن تقوم الحكومة بتسليم الإقليم خمسمائة مليون دولار فورا, مع بدا الإقليم بتصدير مائة وخمسون إلف برميل يوميا للحكومة, وهذا بداية الحل وليس كل الحل, كي تعود الثقة, وتشرع انانبيب النفط العراقية بالامتلاء والحركة, والاتفاق يمثل بند مهم من برنامج الحكومة الجديدة, فكل الكتل المشتركة بالحكومة تدعم الاتفاق, لأنها وافقت على برنامج الحكومة.
مكاسب الاتفاق, من خلال رؤية اقتصادية, يمكن اعتبار الاتفاق انه جاء في وقت حساس, حيث تخوف كبير من أزمة اقتصادية, وانخفاض متوقع لأسعار النفط, لذا استقرار الإنتاج, بل والعمل على زيادة الإنتاج, وتامين منافذ التصدير, وحل مشكلات الأمس, يعتبر امرأ أساسيا كي نعبر الأزمة الاقتصادية, ولا تؤثر بالبلد, فألان يمكن إن نشرع بوضع سياسة, تتناسب مع الاتفاق الأخير, كي نزيد من الإنتاج.
ثانيا, رؤية سياسية, يعتبر إعادة الثقة للشريك الكوردي مهما, خصوصا مع الأزمات السياسية الكبرى التي تحيط بالعراق, فالعمل لكسب الطرف الكوردي ألان مهم جدا, والحلول ممكنة جدا, إما التشنج بالمواقف فلا يجلب إلا الدمار للبلد, وسقوط الموصل كانت نتاج سياسات الأمس المتشنجة, فالانفتاح على الأخر والحوار معه, ألان ممكن جدا ,والفضل يعود للاتفاق النفطي الذي رسم خط ثقة جديد مع الكورد.
ثالثا, رؤية عسكرية, أزمات الأمس جعلت من الإقليم يتصرف منفردا, خصوصا في أزمة داعش, فجبل الجليد كان مانعا لأي تعاون ممكن, خصوصا مع سياسة الاتهامات الإعلامية والتخوين, فلا يمكن تصور إمكانية تعاون عسكري في رد عدوان داعش, مما جعل الجهود منفردة هنا وهناك, لكن مع الشروع بتنفيذ الاتفاق ألان بوادر تعاون عسكري كبير ممكن جدا, خصوصا مع تبدل القيادات,ووضوح رؤية وبرنامج جديد.
الاتفاق النفطي الأخير يفتح أفاق التفاؤل للعراقيين, ومن يكتب غير هذا إما انه يفتقد لأدوات القراءة الحقيقية للوضع, أو هو ساخط للنجاحات التي تحققت أخيرا , ويغيظه أي بصيص أمل للعراقيين في عبور الأزمات, مما يجعله يرى ما حصل انتكاسة وخطيئة, وتبقى الأقلام المأجورة التي يهيجها الدولار وتكتب بحسب رغبة منابع المال, هي الخطر الأكبر على وعي المجتمع, لذا دور توضيح ما حصل مهم على كل قلم غيور يهمه مصلحة البلد.
يقول محمود درويش" حياتنا جميلة إن سلطنا عليها ضوءاً من الأمل".
اسعد عبد الله عبد علي