لكن دوما هناك من يبخس الحقوق, ويتألم حقداً, ولا يرى الحقيقة, لظلامية نفسه, وبؤس أفكاره, وغاياته الرخيصة تدفعه لكل سيء.
شهدت السنوات الأخيرة من عمر الحكومة السابقة, فتور غير مسبوق بالعلاقة بين المرجعية والحكومة, وانعكس هذا الفتور على باقي الرئاسات, مما جعل الأمور تسوء, فالنصح والإرشاد لا يجد له إذنا صاغية, بل سعى الحكام للحط من مكانة المرجعية. في قلوب الناس بمختلف الطرق! وإلصاق التهم, وتحميلها ما لا تتحمله, فقط لأنها تعبر بصراحة, عن عدم رضاها بالأداء الحكومي, فأغلقت المرجعية الصالحة أبوابها, إعلانا لعدم رضاها عن حكام الأمس, فلم تعد فائدة من استقبال من يعاند ويرفض النصح, ويسير بنهج غير سليم.
كان لابد من التغيير, للعودة إلى منطقة الطمأنينة, بوجود ساسة يهتمون ويحترمون مكانة المرجعية, ويدركون جيدا أنها صمام الأمان للبلد, فشرع رجال العراق وخصوصا كتلة المواطن, في تبني مشروع المرجعية للإصلاح السياسي, فكان التغيير خيار لا يمكن التنازل عنه, إلى إن تم التغيير, مع ارث فضيع نتيجة الضياع,من سقوط الموصل, إلى هشاشة المنظومة الأمنية, ومن سراب التسليح, إلى كابوس الأعمار الوهمي, فالحمل ثقيل جداً.
حصل التغيير بهمة أبناء العراق الغيارى, وتم سحب البساط من تحت الساعي للتفرد, لكن الظرف اختلف, بتحديات كبيرة لم يألفها البلد, مبادرة المرجعية بمد يد العون للساسة, الحدث الأهم, أعطى دعما معنويا كبيرا, فاستقبلت الرئاسات الثلاث, رئيس الجمهورية فوائد معصوم, ورئيس الوزراء وحيدر ألعبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري, وكانت توجيهاتها مهمة في المشاكل الآنية, والشروع بنفس جديد, وفي انفتاح العراق على الخارج, وكسر جليد الأمس, باعتبار تشكل رؤية حقيقية, لإنقاذ البلد مما يحيطه من ظروف عصيبة.
اليوم الساسة مطالبين لتوطيد العلاقة مع المرجعية, وجعلها بوابة للحل والارتباط الأبوي, واخذ النصح, فهي تسعى دوما لإنقاذ البلد, والرقي المجتمع, والتسلسل التاريخي لمواقفها, يدلل على ثقل مكانتها في حل الأزمات, لذا الارتباط الوثيق معها, يجعل سفينة البلد تسير بثقة وسط الأمواج العاتية.