بعضهم - ( وهو النوع الاسوئ) - اعماه التعصب فحجب عن عينيه ضوء شمس تموز في رابعة النهار فصار المصداق الابرز لنظرية المرحوم علي الوردي ( العلمانيون في العراق اكثر طائفية من المتدينيين )!.مركزا جهده في محاربة العملية السياسية،مستغلا ابداعه الثقافي في مجال ومساحة تخصصه ، متصيدا العثرات ،مضخما الازمات ،خالطا الاوراق ،ملبسا الحق بالباطل ،أملا في عودة امتيازات جرفت بزوال حقب التسلط الدكتاتوري .
وبعضهم لزم الصمت وتسربل بالنفاق جريا على ممارساته ايام الحكم الصدامي البائد: ( مذبذبين بينكم لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء اذا رأوكم قالوا انا معكم واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم بل نحن مستهزؤون ) .
والبعض الثالث تجذرت فيه عقدة الخوف واصيب بالجبن العقلي ،فهو مرحب بالتجربة الديمقراطية ،ومستفيد من فضاءات الحرية التي وفرتها على طول وعرض خارطة العراق وفي كل المجالات لكنه – وبسبب عقدة الجبن تلك – يخشى الافصاح عن تأييده لمنجزات العهد الجديد ،ويخشى الوقوف مع القوات المسلحة والحشد الشعبي ..ويخشى تسجيل موقف وطني من خلال : لوحة معبرة ..قصيدة رائعة ..نشيد صادح ..تشكيل ...تمثال ..نصب ..فلم ..مقالة ..استطلاع ..تحقيق ..اي اسهام داعم ، لذا تشاغل بسفاسف الامور ،وانصرف الى الاعمال الباهتة العديمة اللون والطعم والشكل والرائحة ..بلى لها لون الذل ،وطعم الخوف ،وشكل البلادة ،ورائحة الهوان . اسجل الشكر ( للفيس بوك ) الذي كان له الفضل في كشف معظم هذه العينات والتحف والنماذج و(النمايم ) الراقية المعتبرة !!. اذ لولاه لما عرفت ان مثقفين واساتذة واكاديميين وحملة شهادات عليا بمثل هذا الاسفاف .