كشف مصدر مسؤول في محافظة النجف، الاثنين، أن رئيس الجمهورية جلال الطالباني سيزور محافظة النجف يوم غد الثلاثاء لإجراء مشاورات مع عدد من رجال الدين الشيعة البارزين بشأن التطورات في العملية السياسية، فيما توقع أن تتضمن الزيارة لقاء بين الطالباني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقال المصدر في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "الطالباني سيزور النجف للقاء عدد من رجال الدين الشيعة البارزين بينهم المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني وبشير النجفي ومحمد سعيد الحكيم"، متوقعا أن "يلتقي الطالباني بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال الزيارة".
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "مباحثات الطالباني مع الشخصيات الدينية الشيعية ستتركز على أهمية تفعيل دور المرجعية الدينية الشيعية في دعم العملية السياسية"، مبينا أن الزيارة ستتطرق أيضا إلى ضرورة توحيد المواقف بين الجهات السياسية بشأن جميع القضايا ومنها التواجد الأمريكي في العراق".
وتعد زيارة الطالباني المرتقبة إلى النجف الأولى من نوعها إلى محافظة عراقية خارج إقليم كردستان العراق منذ إعادة انتخابه لولاية ثانية من قبل البرلمان العراقي في شهر تشرين الثاني الماضي، كما تأتي بعد عودة زعيم التيار الصدري إلى العراق مقتدى الصدر في الخامس من شهر كانون الثاني وزيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى النجف ولقائه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الاثنين.
وتأتي زيارة الطالباني أيضا بعد يوم واحد على موافقة البرلمان العراقية على قانون رئيس الجمهورية ونوابه خصوصا مع إشارة بعض المصادر إلى رفض الطالباني ترشيح وزير التربية السابق والقيادي في حزب الدعوة تنظيم العراق خضير الخزاعي لمنصب نائب رئيس الجمهورية.
كانت عودة الصدر قد لاقت ترحيبا من القوى السياسية العراقية، كما اعتبرت وزارة الداخلية على لسان وكيلها عدنان ألأسدي أن عودة الصدر ستسهم باستتباب الأمن في العراق، في موقف مغاير لما كان سرب عن مذكرات اعتقال أصدرتها الوزارة بحقه بموجب قرارات قضائية لاتهامه بجريمة اغتيال المرجع الشيعي عبد المجيد الخوئي في نيسان من العام ٢٠٠٣ وأخرى بسبب نشاطات جيش المهدي السابقة التي نسبت إليه الآلاف من عمليات القتل التي ارتكبت بحق المدنيين في مناطق بغداد ومحافظات الوسط والجنوب إبان سنوات الاقتتال الطائفي التي امتدت من العام ٢٠٠٥ وحتى العام ٢٠٠٨.
وكأول رد فعل سلبي على عودة الصدر إلى العراق هددت عائلة الخوئي على لسان نجله حيدر الخوئي المقيم في لندن، عبر تصريح صحافي له، الخميس الماضي، بـ"تفعيل قضية اغتيال المرجع الخوئي دوليا" إذا لم يتخذ القضاء العراقي إجراءات قانونية بحق مقتدى الصدر الذي يعتبره "المتهم الأول بقتل المرجع عبد المجيد الخوئي".