النجف الأشرف- المكتب الإعلامي
١٤-١-٢٠١١
أشار حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف إلى زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله) في النجف الأشرف وتأكيده على عقد القمة العربية في بغداد. جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات
هذا وأكد سماحة السيد القبانجي على ان القمة العربية المزمع عقدها في بغداد تحمل مجموعة مداليل:
المدلول الأول:- الاستقرار الأمني والسياسي في العراق، مشيراً سماحته إلى ان العراق يشهد استقراراً أمنياً وسياسياً دعا جامعة الدول العربية إلى عقد القمة العربية في بغداد، وهذا ما كان يراد التأكيد عليه دائماً، حيث كانت محاولات لنقل القمة العربية إلى دولة أخرى، قائلاً: العراق جزء من العالم العربي ويجب على الدول العربية مؤازرته.
المدلول الثاني: الاعتراف بالواقع الجديد، مشيراً سماحته بهذا الخصوص إلى ان البعض لا يريد الاعتراف بذلك وهناك من بقي يحن إلى نفس المسارات التي مشى عليها صدام ونظام البعث وحروب مع دول الجوار خارجية وذبح الشيعة والأكراد في الداخل، بدليل إنهم اصطفوا مع صدام ثلاثين عاماً قائلاً: الواقع العراق شهد تغيراً عظيماً ولا يفكر بالعودة إلى الماضي، وأضاف: العراق غير منفصل عن عمقه العربي والإسلامي، مرحباً سماحته بالدول التي تريد المشاركة في القمة العربية.
هذا وتطرق سماحته في الخطبة إلى محاور أخرى هي:
الزيارات المتواصلة للعراق:
حيث أشاد سماحة السيد القبانجي بالزيارات المتواصلة إلى بغداد من قبل شخصيات في مستويات عليا بدأت تنفتح على العراق، مؤكداً ان ذلك يدل على ان باب العراق مفتوح على الجميع وقد توفرت لهم الفرص قائلاً: العراق الحر الوحدوي يعود إلى دوره وموقعه في العالم العربي، بعد أن أريد تهميشه.
التراجع الخدمي في محافظة النجف:
هنا أبدى إمام جمعة النجف الأشرف أسفه للتراجع الخدمي الكبير في محافظة النجف وتبديد الأموال والفساد المالي والإداري وانعدام الكهرباء، وبقاء نصف الميزانية مجمدّة ومن ثم عودتها إلى بغداد، وعشرات المشاريع غير مفعلة، مؤكداً ان الحديث ليس من منطلقات سياسية وإنما من خدمة لهؤلاء الناس، مشيراً ان مجلس المحافظة هو من كشف هذه الأرقام، وقال: الأمور الخدمية في محافظة النجف أصبحت لا تطاق، مستهجناً سماحته الإهمال الكبير الذي تعاني منه مدينة الكوفة، رافعاً سماحته صوت الناس الضعفاء والمظلومين بشأن هذه الأزمة.
النجف عاصمة الثقافة الإسلامية:
دعا السيد القبانجي إلى ان يساهم الجميع في استقبال مشروع النجف الأشرف عاصمة الثقافة الإسلامية ، مشيراً إلى وصول شكاوى من القائمين على المشروع بان مئات المليارات مرصود لهذه المناسبة ولكن لا تصرف، وقال: يجب تحريك مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية ثقافياً وإعلامياً واستثمارياً، داعياً إلى سرعة معالجة الموقف.
هذا وكان سماحته قد تحدث في الخطبة الدينية عن مناسبة وفاة الإمام الحسن الزكي(ع) مجيباً سماحته عن شبهة لبعض الكتاب والباحثين وسؤال: إذا كان الإمام الحسن يرى انه صاحب الخلافة كيف صالح معاوية؟ قال سماحته: علينا التفريق بين السلطة والإمامة، حيث ان الأنبياء والأئمة قد يتنازلون عن السلطة ولكنهم لم يتنازلوا عن النبوة والإمامة.
في الصعيد ذاته وصف سماحة السيد القبانجي ما تعرض له أئمة أهل البيت(ع) من اعتداءات وقتل وإخفاء لقبورهم بانه من عجائب الدهر، وفي الوقت الحاضر القتل والإرهاب الذي يتعرض له زوار أهل البيت وزوار الإمام الحسين(ع) خاصة، مؤكداً سماحته ان الحسين(ع) لم يمت ولم يمت زواره، منذ مئات السنين حتى وصلنا إلى نظام البعث وقتله لزوار الإمام الحسين(ع)، لما في زيارة الإمام الحسين(ع) من معطيات منها الحضور في الساحة السياسية والثقافية والدينية والإنسانية قائلاً: ببقاء الحسين(ع) وزواره وشيعته يبقى الرعب في قلوب الظالمين، هذا ما نقف عنده موقف الاعتزاز مضيفاً: زوار الحسين(ع) يحملون قلوباً عظيمة تخيف الأعداء، وإننا بحركتنا نرعب أعداء الله. هذا ورفع سماحته الشكر لكل الشعب العراقي الموالي لأهل البيت والأجهزة الأمنية والمواكب الحسينية والإعلام والأهالي والعشائر والصحة لهذه الخدمة الكبيرة لزوار الحسين(ع).