نوه ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في التاسع من صفر الخير ١٤٣٢هـ الموافق ١٤-١-٢٠١١م على ضرورة انفتاح العراق الجديد في علاقاته الإقليمية ودول الجوار لاسيما انه وبعد سقوط اللانظام بدأت هناك مشاكل في البلد لسبب أو لآخر ولدت ما يشبه العزلة، وأضاف إن الأمور بدأت الآن تأخذ مسارها الجيد ولابد من محاولة جادة لكل الأطراف لعودة البلد إلى موقعه الطبيعي، وما يجري من محاولات جادة لعقد قمة عربية في بغداد يصب في هذا المضمار، مشيرا إلى إن ظرف البلد حاليا يسمح لعقد مثل هذه القمة.
وعن أسباب تشنج علاقات البلد مع بعض الدول الإقليمية أكد سماحته إنه في بعض الحالات تكون هناك معلومة تفتقر إلى الدقة فيبنى عليها موقف ويبقى هذا الموقف بما هو عليه من التشنج والتصلب نتيجة بعض المعلومات التي سربت لمصلحة ما وإنها غير مبنية على الدقة أو قد لا تكون صحيحة أصلا.
وأعرب عن اعتقاده إن مسألة التواصل والانفتاح ستغير كثيرا من المسائل، وقال: نحن في البلد عشنا في بعض الأوقات مرارة وعدم التواصل مع إخوتنا في بعض المحافظات والتي جاءت نتيجة وضع متشنج أو غياب حقيقة أو ما شابه ذلك وعندما بدأ التواصل انقشعت كثير من الأمور عن طريق المودة والتواصل.
وتابع إن العراق الآن يريد أن يبني نفسه ويتجاوز أزمات الماضي فعندما تكون هناك محاولة من العراق أن ينفتح على الدول العربية والإسلامية وهذه المحاولات جادة ومحاولات رسمية، على الإخوة أيضا في الدول العربية الرسمية أن يقابلوا هذا الانفتاح بانفتاح مماثل، وفي الفترة المتأخرة شاهدنا بعض التحركات السياسية والإقليمية طبعاً تكون هذه جيدة عندما تسمَع وتُسمِع وعندما تنقل لها الأمور بشكل واضح وتطلع هي بنفسها على الأمور، وفي هذا إن بعض القناعات ستُبَدل وبالنتيجة لا يخسر من التوادد والتقارب احد، بل على العكس فالكل سيكون واحدا ومنتصرا في نهاية المطاف، وحث الجميع إلى بذل المزيد من التواصل والانفتاح بين الدول الإقليمية والإسلامية والعربية ودول الجوار وعلى أعلى المستويات حتى تذوب مجموعة كبيرة من المشاكل ويكون هناك روح التوادد والمواصلة بين جميع الإخوة الأعزاء .
وتحدث سماحته عن الأمور الواقعية والحقيقية عما تتناوله وسائل الإعلام هذه الأيام وهي مسألة الاغتيالات بكاتم الصوت وهذه ظاهرة قد تكون قليلة لكنها خطيرة في الوقت نفسه، والسبب في ذلك إنها تنم عن مخطط كبير فهي ليست مسألة عبثية وإنما مسألة فيها دقة في اختيار الطرف الذي يراد أن يُقتل.
وتعرض سماحة السيد الصافي إلى أن هناك جهة قد تحاول أن تربك الوضع وتحدث فوضى وهناك جهة قد تحاول بفكر شيطاني في سبيل أن تترصد عناصر معينة لسبب أو لآخر بهذه الطريقة، وهذه المسألة قطعاً وراءها مخططات كبيرة.
وطالب الإخوة الأعزاء في الأجهزة الأمنية أن لا يتعاملوا مع هذه المفردة على إنها مسألة بسيطة وإنما عليهم أن يتعاملوا معها في دقة متناهية، فعملية الاغتيالات تريد أن تنتقي كفاءات وعناصر معينة ثم تستهدف هذه العناصر والكفاءات وقد يكون وراء هذه الاغتيالات من يكون!! المهم أن يُتعامل مع هذه المسألة تعاملاً دقيقاً ومهنياً من اجل القضاء عليها.
وفي سياق آخر تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا عن مشكلة حقيقية في المستشفيات بشأن الكادر النسائي الطبي لمعالجة النساء وقال إن هذه المسألة لابد أن تأخذ مزيدا من الاهتمام منا خصوصاً إن بها جوانب شرعية فالمرأة تكون أرفق بالمرأة في مجمل القضايا التي تحتاج إلى طبيب، بيد إن ثمة مشاكل تثقيفية تظهر بين الفينة والأخرى فكثير من الناس قد لا يزج بعض الأخوات لممارسة مهنة التمريض وهذه المسألة موروثة، وهناك طاقات موجودة وإنها مهنة نبيلة وشريفة.
وطالب الإخوة أن يغيروا هذه القناعات والقراءات مع الحفاظ على كل الضوابط الشرعية، لكي يملأوا غياب الجانب التمريضي النسائي في مستشفياتنا بشكل عام، خصوصاً إن هناك فتوى تبين ضرورة انخراط المرأة في مهنة الطب والتمريض وإنها تعد من الواجبات الكفائية.
ونص هذه الفتوى يؤكد على إن "التمريض واجب كفائي على الرجال والنساء، ولابد من اللاتي يجدن في أنفسهن المقدرة والكفاية للانخراط في هذا السلك القيام بذلك بما يؤمن حاجة المجتمع إلى الممرضات، إننا نحث النساء المؤمنات على ذلك مع التأكيد على رعاية الضوابط الشرعية عند أداء هذه المهمة السامية".
وأكد سماحته إن هذه المسألة تحتاج إلى تثقيف والى رعاية الجانب الشرعي وعلى الإخوة في إدارة هذه المستشفيات أن يوفروا هذا الجانب للقضاء على هذه المشكلة. وبين سماحة السيد أحمد الصافي بعض النقاط المتعلقة بزيارة الأربعين وأوجزها بما يلي:
١- زيارة الأربعين ليست من الزيارات المحلية وإنما زيارة عالمية والأعداد في المشاركة في مثل هذه الزيارات ليست أعداد مبالغ بها ويمكن مشاهدتها من خلال الإعلام، وهذه الزيارة لا تعنى بها كربلاء فقط لذلك على كل المحافظات العزيزة أن تبذل ما بوسعها لهذه الزيارة سواء من الجانب الخدمي أو جانب النقل والصحة .. الناس على طول الطريق تبذل الطعام وتخدم الزائر .. أما الأمور المتعلقة بالدولة مثلا ً الآليات عند الدولة أكثر وإمكانياتها أكثر فلابد أن تتكفل بهذا الجهد وبحسب الدوائر المختصة .. وسفارات العراق لابد أن يسهلوا أمور الإخوة القادمين من الخارج .. وأن يلتفتوا إلى إن هذه الأيام أيام موسم الزيارة ويجب أن يلاحظوا إن الأعداد ليست كما كانت تتحدد في الأيام الماضية ... فالحدث كبير ولا توجد مدينة في العراق تشهد مثل هذه الأعداد الهائلة التي تدخل إلى كربلاء .. فلابد أن تكون هناك استعدادات تتناسب مع هذه الأعداد الهائلة القادمة إلى الزيارة وهذه المسألة تحتاج إلى نظرة خاصة وقد تحتاج إلى تشريع خاص يتناسب مع هول وعظمة هذه الزيارة، فالمطلوب من الجميع أن يبذلوا جهودا استثنائية في هذا المجال.
٢- في هذه الأيام لابد أن يستقبل الزائر استقبالا جيدا ولا يحق لمن موجود في المخافر الحدودية أن يتذمر من مجيء الزائر .. فأنت رجل في موضع معين عليك أن تستقبل الزائر وان لا تتعرض له وتعطي سمعة جيدة للبلد .. وتمنى أن تكون هناك عناصر تستقبل الزائر وتقدم له التسهيلات اللازمة إلى أن يصل إلى مدينة كربلاء المقدسة ويغادرها بسلام ..
٣- الإنسان عندما يتوفق للزيارة ويمشي هذه الكيلومترات الطويلة فإن هذه فرصة للإخوة لمراجعة النفس وعليه أن يستغلها .. فهو يقصد الحسين ( عليه السلام) .. وعندما يجتمع ثلة من الإخوة في الطريق عليهم أن يستفيدوا من قراءة القرآن والدعاء والمحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها وتهذيب اللسان وتجديد العهد مع الله تعالى في التوبة ومراجعة النفس واستغلال الوقت أفضل استغلال حتى يقتنع الجميع باستثمار المشي والمعاودة عليه في السنة القادمة..
وفي الختام أكد سماحته إن طريق الحسين ( عليه السلام) طريق مبارك وان على الزائر أن يتعود على ثقافة استغلال الوقت لا أن يقضيه في النوم أو المزاح أو التسامح ببعض الواجبات حتى عندما ائتي إلى الحسين (عليه السلام) اشعر بداخلي إنني حققت شيئاً ما.
موقع نون خاص