أعلنت قيادة عمليات بغداد، السبت، عن اعتقال أكثر من أربع شبكات مسلحة مرتبطة بدولة العراق الإسلامية والجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين متورطة بعمليات اغتيال عناصر الأجهزة الأمنية بواسطة الأسلحة الكاتم للصوت في العاصمة بغداد، فيما أعتبر محلل سياسي اتهام هذه الجهات ياتي لإبعاد أصابع الاتهام عن المنفذ الحقيقي لهذه العمليات الذي تعرفه الحكومة العراقية.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القوات الأمنية العراقية اعتقلت أكثر من أربع شبكات إرهابية متورطة بعمليات الاغتيال بواسطة الأسلحة الكاتمة للصوت والتي استهدفت عددا من عناصر الجيش والشرطة العراقية وشرطة المرور"، مبينا أن "هذه الشبكات ترتبط ارتباطا مباشرا بدولة العراق الإسلامية والجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين".
وأضاف عطا أن "تلك الشبكات تضمن قيادات متقدمة من الجيش الإسلامي"، مشيرا إلى أن "التحقيقات ما زالت مستمرة مع المعتقلين وستعلن تفاصيلها بعد الانتهاء من عمليات التحقيق".
وأوضح المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد أن "الأجهزة الأمنية ضبطت كميات من الأسلحة والأجهزة الكاتمة للصوت بحوزة الأشخاص اللذين تم إلقاء القبض عليهم"، مؤكدا أن "القوات الأمنية مستمرة بضرباتها لهذه الشبكات ضمن عمليات الطارق لخلية الصخور الاستخبارية، أو عملية صولة صقور بغداد التي مازالت مستمرة حتى تحديد الأهداف المرسومة لها".
وأشار عطا إلى أن "عمليات الاغتيال لا تخلو من خرق داخل المؤسسة الأمنية، من خلال تسريب المعلومات وهو جزء من معالم الجريمة ومن المبرزات الجرمية"، لافتا إلى أن "الخلايا الإرهابية تعمل في شكل خيطي منفصل وهي تحاول تنفيذ عمليات ذات بعد إعلامي، بهدف إرباك الوضع الأمني والتأثير على معنويات وأداء القوات الأمنية العراقية".
وأكد المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد أن "الملاحقة وتغيير الخطط كفيل بمعالجة هذا الموضوع، لإفشال هذه المخططات والحد من عمليات الاغتيال"، مبينا أن "أعداد عمليات الاغتيال بدأت بالانخفاض خلال الفترة القليلة الماضية".
وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت، الثلاثاء الماضي، أن عمليات الاغتيال الأخيرة التي طالت عناصر أمنية وموظفين حكوميين حدثت بسبب تسريب معلومات من داخل الأجهزة الأمنية إلى المجاميع المسلحة، فيما أكدت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، الأسبوع الماضي، أن معظم منفذي عمليات الاغتيال بالأسلحة الكاتمة للصوت ينتمون إلى الأجهزة الأمنية، كما أن قسماً منهم يحملون هويات مزورة.
من جهته قال المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هذه الاتهامات الجديدة جاءت بعد أن نفت أطراف مثل عصائب أهل الحق تورطها بأي عملية من هذا النوع"، معتبرا أن "الاتهامات قد وجهت إلى أطراف أقرب منها إلى الموت من الحياة بسبب عدم امتلاكها أي أجنحة فعالة لتنفيذ مثل هذه الاغتيالات".
وأضاف الصميدعي أن "الحقيقة تعرفها الحكومة العراقية والقوات الأمنية"، مؤكدا أن "الإعلان عن تورط هذه الجهات غير الفعالة على الساحة تأتي لاعتبارات معينة"، بحسب قوله.
وكان مصدر مطلع كشف في حديث لـ"السومرية نيوز"، الأسبوع الماضي، أن جماعة عصائب أهل الحق الشيعية المرتبطة بإيران تقف وراء عمليات اغتيال ضباط وعناصر وزارتي الداخلية والدفاع التي وقعت خلال الفترة الأخيرة، فيما أوضح أن الجماعة أخذت تنتقم من رئيس الوزراء نوري المالكي بعدما لم تحصل على أي مناصب في الحكومة الجديدة كان المالكي وعدها بها إبان مفاوضات ما قبل وبعد الانتخابات مقابل تخلليها عن السلاح.
يذكر أن العاصمة العراقية بغداد، شهدت خلال الفترة ألأخيرة، سلسلة اغتيالات تمت غالبيتها بواسطة أسلحة كاتمة للصوت واستهدفت عددا من القادة الأمنيين من بينهم مدير مركز عمليات شرطة محافظة بغداد المقدم إحسان فاضل الذي تعرض لإطلاق نار من سلاح كاتم للصوت من قبل مجهولين على طريق محمد القاسم السريع قرب وزارة المالية شرق بغداد، فيما قتل ضابط مرور برتبة عقيد بهجوم بأسلحة كاتمة للصوت نفذه مجهولون بشارع القناة شرق بغداد، كما قتل مدير بلدية الأعظمية بهجوم نفذه مجهولون بمنطقة الصليخ شمال بغداد، إضافة إلى مقتل موظف بمؤسسة الشهداء وإصابة آخر بهجوم مسلح على طريق القناة شرق العاصمة بواسطة أسلحة كاتمة للصوت.