أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الاثنين، أن سياسة الحكومة ستتركز في المرحلة المقبلة على تثبيت الأمن والبناء والتوجه نحو بناء علاقات جيدة مع جميع دول العالم، لافتا إلى أن المصالحة الوطنية تحققت ببعدها السياسي، مؤكداً أن العراق قدم معلومات "مهمة" لدول ساعدتها على مواجهة مخططات تنظيم القاعدة.
وقال المالكي خلال لقائه عددا من سفراء دول الاتحاد الأوروبي العاملين في العراق وحضرته "السومرية نيوز"، إن "تنظيمات القاعدة كانت لها مخططات خبيثة في محاولة ضرب المسيحيين في مصر والعراق لإحداث سوء فهم بين الشرق والغرب، وهناك من يسأل عن إمكانية حصول ما حصل في العراق في بلدان أخرى والحقيقة أن القاعدة بدأت تضرب مختلف دول العالم العربية وغير العربية".
ولفت المالكي إلى أن "الحكومة العراقية قدمت معلومات مهمة لدول كانت القاعدة تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية فيها، فيما تمكنت تلك الدول من مواجهتها قبل حصولها"، مبينا أن "العراق أصبح يتمتع بخبرة في مواجهة المخططات الإرهابية من خلال مراقبة ما يحصل في أكثر من منطقة في العالم، وهذا يعني أن هناك تحد لم ينحسر ولا يزال يشكل خطراً على العالم".
وأضاف رئيس الوزراء أن "سياستنا ستتركز على تثبيت الأمن وتطوير كفاءات ومهنية وتدريب وتسليح الأجهزة الأمنية والعسكرية لحماية الاستقرار الأمني، وسوف نستثمر الظروف الايجابية لنتجه إلى عملية البناء والإعمار وتوفير الخدمات للشعب العراقي، كما سنتوجه نحو بناء أفضل العلاقات مع جميع دول العالم".
وأشار المالكي إلى أن "المرحلة السابقة شهدت معاناة بسبب عدم مشاركة بعض الفئات السياسية أو الاجتماعية في الحكومة، أما الآن مشاركة الجميع ستنعكس قطعاً على الاستقرار وتعطي فرصة للحكومة نحو البناء والإعمار".
وأضاف المالكي "استكملنا الحلقة الثانية من حلقات المصالحة الوطنية من خلال مفهوم الشراكة في الحكومة وتحققت المصالحة ببعدها السياسي بعد أن شارك الجميع في الحكومة، الأمر الذي سينعكس بشكل ايجابي على الاستقرار الأمني أيضاً"، موضحا أن الحلقة الأولى كانت في المرحلة السابقة حيث كوّنا مصالحة مجتمعية بين مكونات الشعب العراقي".
وأكد المالكي السعي إلى أن "يكون لقاؤنا مع السفراء حلقة جديدة من حلقات التعاون مع سفراء الدول الأوربية والاتحاد الأوروبي بشكل عام"، مقدماً الشكر "للسفراء اللذين ثبتوا بسفاراتهم خلال الظروف الصعبة التي مر بها العراق في المرحلة السابقة"، كما تمنى "إيصال التطورات الايجابية التي حصلت في العراق إلى بلدانهم وأن تكون المرحلة القادمة المساهمة في عملية البناء والأعمار، لأننا نتطلع إلى المزيد من العلاقات الايجابية مع دول الاتحاد الأوروبي في المجالات الاقتصادية والإعمار والخدمات".
وعبّر المالكي عن "سروره كون العراق يشهد إقبالا واسعا من قبل الشركات الأوربية كافة للعمل في العراق"، متعهدا بأن يقدم أيضا ما يمكن من خدمة للدول الأوروبية سواء على مستوى النفط آو الغاز الذي تحتاجه أوروبا".
وكان البرلمان العراقي منح في جلسته الرابعة عشرة، والتي عقدت، ٢١ من كانون أول من العام الماضي، الثقة لحكومة غير مكتملة يترأسها نوري المالكي.
من جهته، أكد السفير البولندي ادورد بيترزيك باسم أعضاء الاتحاد الأوروبي "رغبة دول الاتحاد في الوقوف إلى جانب العراق من اجل النهوض بالعملية السياسية والديمقراطية وتحقيق الرفاهية للشعب العراقي، وأن يكون العراق مصدر الهام للدول الأخرى ومصدرا للديمقراطية والسلام"، مقدما الشكر للحكومة العراقية لـ"إعطاء إيجاز يتعلق بالتدابير التي ستتخذها السلطات العراقية لحماية الأقليات المسيحية في العراق".
وشدد السفير البولندي على أهمية خلق علاقات تعاون جديدة بين العراق ودول الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن "عام ٢٠١١ سيكون عام الأفعال وتحقيق الأهداف".
واعتبر بيترزيك ان "خطوات العراق في إرساء اقتصاده وتنمية علاقاته الخارجية ستنال الدعم والتعاون من جميع دول التحالف الأوروبي".
يذكر أن للاتحاد الأوروبي نشاطات عديدة، أهمها كونه سوق موحدة ذو عملة واحدة هي اليورو الذي تبنت استخدامه ١٧ دولة من أصل الـ٢٧ دولة الأعضاء في الاتحاد، كما له سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة.