وقال الجبوري في رسالته التي تلقت "شبكة فدكـ" نسخة منه ان "شعبنا في كردستان يناضل منذ عقود من اجل الحرية واستحصال الحقوق"، مبينا انه "تعرض بسبب هذه المطالبة الى انواع من الاضطهاد والأذى والتضييق ودفع الدماء الغالية من ابناء الحركة الكردستانية والشعب الكردي، وقدم الجميع ثمنا باهضا للديمقراطية والاستقرار والتنمية والتطور الذي تنعم به كردستان".
واضاف الجبوري ان "ساحة الإقليم تشهد حالة مؤسفة من الاختلاف الذي يضعف قدرة القيادة السياسية على النهوض بالمؤسسات والتقدم بها"، مشيرا الى ان "ما حصل مؤخرا من تعطيل بعض المؤسسات سبب اختناقا واضخا في البيئة الديمقراطية التي كانت سائدة فيما مضى".
ودعا الجبوري جميع القيادات الكردية الى "الجلوس لطاولة الحوار الداخلي والابتعاد بالازمة عّن اضواء الاعلام الى غرف النقاشات الجادة وتحييد مؤسسات الدولة في الإقليم عن الاشكالات الطارئة وعدم استخدامها وسيلة للضغط السياسي"، مطالبا حكومة الإقليم بـ"مزيد من الحوارات مع الحكومة الاتحادية لحسم المشاكل العالقة، لانها بالتأكيد ستلقي بظلالها على المشهد الداخلي بشكل من الأشكال".
وخاطب الجبوري اهالي الاقليم "انكم احتضنتم اهلكم النازحين في بيوتكم وفتحتم قلوبكم لأهلكم من سكان المحافظات المنكوبة واقتسمتم معهم رغيف الخبر، فكنتم خير معين لهم في المِحنة، وليس هذا بغريب عليكم وعلى كرمكم العظيم ونبلكم الذي تقتبسون رفعته من الجبل"، لافتا الى "أنكم تحملون اليوم مسؤولية الحفاظ على مدنكم العامرة حين تتذكرون تضحياتكم في حلبچة والأنفال وكل المآسي والاحزان والدماء والدموع التي ذرفتموها ثمنا الحرية".
ودعا الجبوري ابناء الشعب الكردي الى "مساعدة القيادة الكردستانية بكل تشكيلاتها الحزبية والرسمية والتكاتف من اجل النهوض بالإقليم الى مرتبة متقدمة"، موضحا ان "القيادات الحزبية والنخبة السياسية مطالبة اليوم بتجاوز كل الاعتبارات الشكلية الى ما هو اعظم منها وهو اعتبار المصلحة العامة ووحدة الإقليم والعراق والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية والأمنية والعمرانية التي أنجزها اقليم كردستان".
واعرب الجبوري عن امله "ان تجتمع القلوب والإرادات قريبا لتسوية كل الخلافات وان تعود اللحمة الوطنية في الإقليم كما عهدناها منظمة قوية متضامنه"، مبينا ان "المرحلة اخطر من ان تشتت وحدتنا خلافات فرعية".
ويشهد إقليم كردستان أزمة سياسية وقانونية على خلفية ظهور خلافات بين الأطراف السياسية الرئيسية بشأن قانون رئاسة إقليم كردستان.
وأعلنت حكومة إقليم كردستان في ٢٧ تشرين الأول ٢٠١٤ عن تعيين وزراء بالوكالة لملء الفراغ في الوزارات التي كانت تديرها حركة التغيير، وجاء ذلك بعدما عزل رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني في ١٢ تشرين الأول ٢٠١٥، أربعة من وزراء حكومته التابعين لحركة التغيير "كوران" وسط أزمة سياسية متصاعدة تهدد بزعزعة استقرار الإقليم.
يذكر ان قوات الأمن الكردية منعت، في وقت سابق، رئيس برلمان إقليم كردستان العراق يوسف محمد صادق، وهو من حركة التغيير، من دخول عاصمة الإقليم أربيل، فيما اعتبر صادق ذلك "انقلابا على الشرعية".