وذكر في بيان صحفي تلقت "شبكة فدكـ" نسخة منه " طالما قال الجميع ان معركة الموصل وحلب ستكون حاسمة ليس لمستقبل القتال في العراق وسوريا بل لمستقبل الاوضاع السياسية في البلدين ، وبالفعل راينا في حلب كيف استنفرت كافة القوى امكانياتها لحسم المعركة ، طرف يتحجج بالمدنيين، ويلجأ لمجلس الامن لاستحصال القرارات لتأجيل الحسم، وطرف بات يعلم ان بالحسم يمكن ان ينتهي من اتخاذ الارهاب السكان المدنيين دروعاً بشرية لهم، كما يفعلون اليوم في الموصل. ولم تقدم المعركة نماذجاً لتغير الخطاب السياسي بين ليلة وضحاها، كما قدمتها معركة حلب.
واضاف "فقبل اسابيع كانت قوى الارهاب، لـ"تحرير" كامل حلب، فتوقف الكلام عن المدنيين. فالاهم لدى الجميع كسب المعركة العسكرية، وان الاهتمام بالجانب المدني، ضعيف، وليس سوى خطاب سياسي".
وتابع عبد المهدي " الامر الحاسم هو تغير الموقف التركي، وبناء توافقات جدية بينها وروسيا وايران.. وهذه قوى كبيرة ومؤثرة على الارض وبين القوى ، وقد ساعد استهداف عصابات داعش لتركيا الى تجذير موقف الاخيرة ، ولاشك ان اجتماع موسكو، ومن ثم كازخستان مع اطراف من الحكومة والمعارضة، سيعني خطوات مهمة لبناء سياقات جديدة".
وبين "فهناك تقدير ان الغرب والقوى الخليجية تقف في طريق مسدود، وباتت بين موقفين هما القبول بالتغيرات الجارية، او استمرار دعم منظمات ارهابية، مباشرة وغير مباشرة، وتحمل النتائج المستقبلية عليها، كما حصل مع سوريا عندما دعمت المنظمات الارهابية في العراق لاغراض سياسية قصيرة النظر، فانقلبت عليها لاحقاً.. او مع تركيا التي قامت بالامر نفسه في سوريا وانقلبت عليها المنظمات الارهابية".
واوضح عبد المهدي " لذلك نرى ان الاقرار بالتطورات الميدانية، وتداعياتها السياسية هو ما ستعمل عليه بقية القوى.. وابرز تاكيد على هذا الموقف تصريحات الناطق باسم الخارجية الامريكية جون كيربي قائلاً حول لقاءات روسيا وايران وتركيا بان كيري "يفهمها كمحاولة جماعية للتوصل الى السلم في سوريا، وهو يرحب باي تقدم في هذا المجال.. ولن نتغاضى عن اي جهود ترمي الى التوصل الى نتائج جيدة في الازمة السورية ، وإذا كانت هذه الجهود تبذل، من دوننا عن قصد او سهواً، ولكنها تعطي نتائج جيدة فنحن ندعمها"، واضاف كيربي ان الطروحات التي تضمنها البيان الختامي عن لقاء الوزراء الثلاثة في موسكو، تشبه تلك التي طرحتها واشنطن،ولعل ما يساعد على بناء موقف جديد هو تصريح روسيا بان اجتماعات الثلاثة تتكامل مع اجتماعات جنيف ولا تقف ضدها".
ونوه الى انه " في العراق ايضاً تستمر المعركة، والامر الاهم فيها ليس توقيتاتها التي تأخرت عما سبق اعلانه، بل هو الطوق الذي ضرب حول داعش ، اذ تؤكد التقارير ان الجبهة الغربية قد اغلقت تماماً من قبل قوات "الحشد الشعبي".. وهذا امر مهم لنزع اية مبادرة من داعش والتضييق عليها في حرية حركتها سواء باتجاه سوريا، او في العراق، وبالذات في نينوى. بل ان سلوك الحكومة العراقية قاد الى تخفيف الكثير من التوتر الذي كان سائداً مع تركيا.. ويبدو ان الاتراك يدركون اكثر اليوم موقف العراق، بعد سلسلة الهجمات الارهابية ضد المؤسسات والمدنيين في تركيا".
واستطرد قائلاً" ولعل ما يميز معركة "الموصل" عن "حلب"، هو ان نجاح الثانية كان بالسماح لالاف "المقاتلين" وعوائلهم بالخروج الى ادلب، مما قد يسمح للارهاب باعادة تنظيم صفوفه، بينما يشكل نجاح الطوق وغلق طرق الاتصال بين الموصل وبقية مناطق العراق، او مع سوريا، الضربة القاضية قد تتأخر بعض الشيء، لكنها تقود لنتائج اكثر حسماً، دون ان ننفي ان كلا التكتيكين يتبعان في المعارك، ويعتمدان على سلسلة من الظروف التي تدفع لهذا الخيار او ذاك".
وختم عبد المهدي بالقول "الأمر الاهم هو الحفاظ على الضغط، وابقاء الصفوف موحدة، خصوصاً مع القوى الكردستانية والعشائرية وسكان المنطقة من جهة، ومع القوى الاقليمية والدولية من جهة اخرى ، فالمعركة مع داعش طويلة وقاسية وتتطلب كل الطاقات والامكانيات للتقليل من هجوميتها وخطرها في هذه المرحلة، تمهيداً للانقضاض عليها واجتثاتها، ليس من العراق وسوريا فقط، بل من باقي المناطق، فـ"داعش" والارهاب كالسرطان، علاجه صعب وطويل ويتطلب صبراً، وان بقاء اية خلايا منه سيعني عودتها مجدداً".