وقال المتحدث باسم مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في البصرة لؤي الخميسي، إن "العوائل المندائية البصرية توجهت منذ الصباح الباكر الى جزيرة السندباد للمشاركة في طقوس التعميد بمناسبة حلول عيد الخليقة"، مبيناً أن "الطقوس تستمر خلال النهار على مدى خمسة أيام متتالية، وهي تشمل تحضير وتوزيع طعام الغفران (الثواب) لاستذكار الأموات وطلب الرحمة والمغفرة لهم".
ولفت الخميسي الى أن "رجال دين مندائيين جاؤوا من محافظتي ذي قار وميسان للمشاركة في إحياء المناسبة التي تكتسب أهمية دينية عظيمة".
وفي سياق متصل، أشار الخميسي الى أن "الطائفة تمكنت بصعوبة بالغة مطلع العام الحالي من تملك قطعة أرض شاطئية، وسوف يتم تسييجها وتأهيلها لتقام فيها طقوس التعميد خلال المناسبات الدينية"، مضيفاً أن "قطعة الأرض حصلنا عليها من الدولة مقابل ٩٠ مليون دينار، ولم تكن مجانية كما يتصور البعض".
ويطلق المندائيون على عيد الخليقة باللهجة العامية اسم "البنجه"، وهي كلمة فارسية تعني الرقم خمسة نسبة الى عدد أيام العيد، وهي أيام مقدسة ومضيئة تمثل من منظور مندائي فجر الحياة المكتمل والخلق العظيم الأول، ولا تحتسب أيام الخلق الخمسة ضمن التقويم المندائي، انما هي في العقيدة المندائية كاليوم الواحد.
ويعد عيد الخليقة (البرونايا) واحد من أصل أهم أربعة أعياد سنوية لدى الصابئة المندائيين، والأخرى هي العيد الكبير (دهواربا)، ويوم التعميد الذهبي (الدهفة ديمانه)، وعيد الإزدهار (الدهفة حنينا)، كما يحتفل المندائيون سنوياً داخل العراق وخارجه بثلاث مناسبات دينية أخرى، هي (أبو الفل)، و(أبو الهريس)، و(شيشان عبد).
يذكر أن الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، علاوة على إلى منطقة الأهواز في إيران، كما يوجد عشرات الآلاف منهم في دول أوربية أبرزها النرويج وهولندا والسويد والمملكة المتحدة، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.
وفي البصرة كان يسكن آلاف المواطنين المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا بعد عام ٢٠٠٣، ولا تتوفر إحصائية رسمية بعدد المندائيين في المحافظة، والأسر المتبقية معظمها تسكن في مناطق مثل الحكيمية والعباسية والبريهة والطويسة، والمنطقة الأخيرة يقع فيها المندي (المعبد) الوحيد للطائفة في المحافظة.