وتكمن صعوبة المباراة بحسب ما أشار إليه المطلعون على أمور الكرة، بضعف إعداد المنتخب الأولمبي العراقي، ومن ثم خروجه خاسرا بهدف وحيد على أرضه وأمام جماهيره، فضلا عن الأسلوب العقيم والأداء الرتيب الذي ظهر عليه اللاعبون في مباراتهم الأولى.
وكان الجميع ينظرون لـ"موقعة" ملعب آزادي الإيراني الذي استضاف المباراة،على أنها مهمة صعبة، واللافت في الأمر أن الصعوبة كانت بالغة لكن يبدو أن ليس هناك من مستحيل في كرة القدم، وهو ما حصل بالفعل بعد أن تمكن لاعبو المنتخب العراقي من الفوز على الفريق الإيراني بهدفين من دون مقابل، ليمسك منتخب العراق الاولمبي بمفتاح الباب الذي سيلج منه لتصفيات الدور الثاني لاولمبياد لندن ٢٠١٢.
وفي هذا السياق أبدى عدد من المختصين آراءهم بالفوز الذي حققه المنتخب الأولمبي والتي تراوحت بين من يعتقد بأن المرحلة المقبلة أكثر سهولة، فيما يدعو آخرون لإعداد مثالي واقامة مباريات تجريبية لرفع مستوى أداء المنتخب العراقي.
منتخبنا أسقط العمود الرئيس للخيمة والمقبل أسهل
يقول أمين سر الهيئة المؤقتة لنادي القوة الجوية باسم جمال في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن "توقيت الفوز كان رائعا وتزامن مع بداية مسيرة الاتحاد العراقي لكرة القدم ونحن بلا شك نعتبره فاتحة خير للاتحاد".
ويوضح جمال أن "المنتخب الإيراني قوي وعنيد، لكن برزت على ما يبدوعوامل أسهمت في تحقيق الفوز، منها أن المنتخب الإيراني بعد فوزه في المباراة الأولى في اربيل، اعتقد أن الأمور ستكون سهلة في طهران، إلا انه فوجئ بالروح القتالية للاعبينا فلم يتمكن من فعل شيء إزاء الحماس والاندفاع العراقي".
ويتابع جمال أن "من العوامل الأخرى، أن المنتخب العراقي يمتلك القدرة على التحدي وهو معروف بذلك، ويدرك الجميع أن العراق تأهل لكاس العالم عام ١٩٨٦ ولم يلعب أي مباراة على أرضه"، لافتا إلى أن "العراقيين دائما يركبون الصعب وثبت هذا في أكثر من مناسبة، حيث يختار العراق الطريق الأصعب ألا انه يتمكن من الظفر رغم الصعوبة".
ويؤكد أمين سر الهيئة المؤقتة لنادي القوة الجوية، أن "كل من يتصور بأن المرحلة المقبلة صعبة هو مخطئ، لأن الصعوبة كانت في مباراة إيران التي تملك منتخباً قويا ومتمرسا، ونحن بفوزنا عليه نكون قد أسقطنا العمود الرئيس للخيمة، والمقبل في دور المجموعات سيكون أسهل في ظل وجود منتخبات نحن على دراية بأسلوب لعبها، ويمكن تجاوزها والانتقال لنهائيات أولمبياد لندن".
لاعب سابق: لاعبينا يظهر معدنهم الأصيل عند الشدائد
من جهته يقول لاعب نادي الزوراء السابق حيدر جبار في حديث لـ" السومرية نيوز"، "أنا كنت متفائلا بالفوز على عكس الكثيرين، لأنني أعرف أن معدن لاعبينا الأصيل يظهر في اوقات الشدة"، مبينا أنه "على الرغم من ضعف الإعداد وعدم توفر المباريات التجريبية إلا أن لاعبينا تفوقوا على أنفسهم وتمكنوا من انتزاع الفوز والانتقال للدور الثالث من التصفيات".
ويتابع جبار أن "من الأفضل للمنتخب توفير المباريات التدريبية والدخول في معسكرات تجريبية على مستوى عال"، مستدركا أن "النخبة الموجودة في المنتخب من اللاعبين هم الأفضل وبالتالي فهم لا يحتاجون سوى إلى الإعداد الجيد".
هاشم : رفعنا الضغط عن اللاعبين فحققنا الفوز
بدوره يؤكد مدير المنتخب الأولمبي جبار هاشم في حديث لـ" السومرية نيوز"، أن "هذا الفوز هو هدية للشعب العراقي والحكومة العراقية ولاتحاد كرة القدم"، مبينا أن "الجهاز الفني للمنتخب عمل بعد الخسارة في المباراة الأولى على رفع الضغط النفسي عن اللاعبين لجعلهم يدخلون المباراة باعصاب باردة"، ويلفت إلى أنه "على الرغم من ضيق مدة الإعداد وعدم التحضير الجيد للمباراة فقد توصل المنتخب العراقي للفوز بعد أن درس الجهاز الفني، طريقة اداء المنتخب الإيراني بدقة متناهية وشّخص مواطن الضعف والقوة فيه، الأمر الذي سهل على منتخبنا ان يحصد الفوز".
مدرب حراس مرمى الكرخ: اللاعبين قدموا مباراة العمر مع إيران
من جهته يقول مدرب حراس مرمى الكرخ صالح حميد في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن "اللاعبين اجروا مباراة العمر، وقدموا نتيجة تليق باسم الكرة العراقية وسمعتها"، مستدركا بالقول"إلا اننا بحاجة لإعادة تقييم أداء المنتخب العراقي، لان الفوز لا يمكن له أن يلغي العيوب، والفوز الذي تحقق بالروح القتالية للمنتخب لا يمكن له أن يكون أساسا في عملية التقييم لأن الغيرة والروح العالية والحماس عوامل قد تحقق الفوز ولكن لا يمكن أن تكون أساسا في تقييم أداء اللاعبين".
ويشدد حميد على أنه "إذا أردنا التأهل للنهائيات، فان علينا العمل على تأهيل اللاعبين بشكل يعزز مستوى أدائهم الكروي"، واصفا "مهمة المنتخب الاولمبي في المرحلة المقبلة بـ"الشاقة".
يذكر أن المنتخب الأولمبي العراقي خسر مباراته الأولى أمام المنتخب الإيراني التي جرت في التاسع عشر من شهر حزيران الحالي على ملعب فرانسو حريري في مدينة اربيل بهدف واحد دون رد سجله محس مسلمان، فيما تجاوز المنتخب العراقي نظيره الإيراني في المباراة الثانية التي جرت على ملعب آزادي في العاصمة طهران في ٢٣ من حزيران الحالي بهدفين دون مقابل سجلهما امجد راضي .