اكد عالم الدين البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم ان الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب البحريني ليست مجرد سياسة محلية ظالمة، بل نتيجة توافق دول عربية واجنبية.
وقال الشيخ قاسم في خطبة صلاة الجمعة ان ما يجري في حق شعب البحرين من انتهاكات فظيعة وافراط في استخدام القوة لا يمثل سياسة محلية فحسب بل يمثل اتفاقا بين مختلف دول المنطقة وقبول من دول العالم.
واكد ان هذا الشعب هو شعب مسالم صامد وصابر آمن بربه وبحقه أن يعيش عزيزا كريما، وقد رأى أن من أجل عزته وحريته أن لا يسجد لغير الله عز وجل، وأن يضحي بكل ما تجوز به التضحية في شرع الله مما يجد في سبيل تحصيل هذه الحرية والعزة والكرامة.
ولفت الشيخ قاسم الى انه إن كان هذا ذنبنا عند ظالمينا، فإننا مصرون على هذا الذنب وإننا لصابرون، مشيرا الى التضييق على الحريات ومصادرتها والاستمرار في حملات الاعتقالات ومداهمة البيوت وإرعاب أهلها بمن فيهم من امراة وطفل وشيخ كبير وإذلالهم.
وتابع : في البحرين يسقط قتلى والعديد من الجرحى ويعم الرعب المناطق السكنية ، وتلغى جمعيات سياسية وكلها بذنب واحد هو المطالبة السلمية والمتحضرة بالحقوق، والسلطة تتخذ أشد أشكال العنف والقمع، لافتا الى مصادرة حق الرأي والعمل السلمي المطالب بالحقوق، وتهديد لكل الجمعيات السياسية الأخرى.
وشدد على ان هذا الاجراء غير قادر على خنق صوت العدل من منتسبي جمعية "أمل" وغيرها. كما ان إعادة الحقوقي نبيل رجب للسجن يعني أنه كما أنه لا مكان للعمل السياسي السلمي، فلا مكان للكلمة الحقوقية الفاضحة ورغم ذلك سيبقى الشعب يقول كلمته بالمطالبة بالحقوق.
وأضاف الشيخ قاسم، العالم كله اليوم يتجه نحو احترام حقوق الانسان، وحكومات منطقتنا تتجه عكس هذا الاتجاه بتهميش الإرادة الشعبية وملاحقة كل ناطق بحق الشعب وكرامته، وهذا الاتجاه لا يمكن في ظل ما صار له العالم من وعي عام أن يوفر استقرار وأمن، ولا يمكن أن يبقى هذا المنطق.
وقال ان أبغض ما نبغض لبلادنا الاسلامية والعربية ولمنطقتنا أن تتحول إلى ساحة عنف وصراعة مريرة تنهك انسانها وتستنزف قدراتها وتسيء لحضارتها وقيمها، وتطلق اليد للقتل والتصفيات الجاهلية الحمقاء الآثمة، وماذا يضمن تهدئة الأوضاع وتوجه المجتمعات نحو التلاحم والبناء غير أخذ الحكومات بالحق والعدل والانصاف والنظر للجميع بعين المواطنة الواجدة.