وأوضحت الشبكة الأميركية أنها قامت بزيارة إحدى المدارس التي تحولت منذ شهور إلى معتقل يضم نحو ١١٢ سجينا من عناصر الأمن والشبيحة الموالين للنظام السوري، بناء على دعوة من وحدة "لواء التوحيد" التابع لـ "الجيش السوري الحر".
وأشارت "سي إن إن" إلى أن أحد الفصول كان "يعج بنحو ٤٠ معتقلا، حفاة الأقدام، حليقو الرؤوس، يحاولون إخفاء وجوههم من عدسات الصحفيين الذين يقومون بزيارة هذا المعتقل لتفقد الأحوال المعيشية هناك".
ونقلت الشبكة عن "أبو حاتم "، حارس المعتقل، الذي كان يعمل سابقا في وزارة الزراعة، قوله "إن التسهيلات في هذا المعتقل تفوق بكل الأحوال جميع معتقلات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا: "السجناء والحراس يأكلون من نفس الطعام."
وبحسب "سي إن إن"، كانت هناك علامات واضحة تشير إلى تعرض المعتقلين للضرب المبرح من قبل "المتمردين"، مشيرة إلى أن أحدهم عيناه متورمتان مع احمرار شديد، وبالكاد يستطيع أن يرى.
ووفقا للشبكة فإن "أبو حاتم" قام باستدعاء أحد المعتقلين بتلك الغرفة، حيث أمره بخلع قميصه لتظهر مجموعات من الوشمات على صدره للرئيس السابق حافظ الأسد، وابنه المتوفى باسل، بجانب الرئيس الحالي بشار، مع بعض الكتابات بالعربية مثل: " سوريا- بشار الأسد"، "رجال الأسد"، "يحيا حزب الله" إشارة إلى الحليف الشيعي اللبناني القوي لنظام الأسد.
وذكرت أن أكثر الأمور المقلقة على هذا الرجل، هي عشرات الجروح البالغة الحديثة التي تتناثر بين الوشمات التي عجز الحارس عن إيجاد تبريرات لها، بجانب عجزه عن تبرير جرح غائر في جذع الرجل.
وردا على سؤال حول خبرته في إدارة المعتقلات قال "أبو حاتم" الملقب بـ "جامبو" إن خبرته في إدارة المعتقلات تعود إلى فترة اعتقاله في سجون الأسد التي يقول عنها: " لقد قضيت ستة أيام معلقا على بساط الريح في معتقلات الأسد".
ويعد "بساط الريح" أحد أشد وسائل التعذيب في سجون الأسد كما علمت "سي إن إن" خلال مقابلتها السابقة للعديد من المعتقلين في سجون النظام السوري.
وتابع جامبو: "نعم، أريد أن أعذب جميع الشبيحة، ولكننا نعمل حسب شريعة الله. حتى أننا لا نصفع أحدا منهم بمجرد اعتقاله."
وفي الجانب الآخر من المعتقل، هناك غرفة أخرى للمعتقلين تحوى ٤٠ معتقلا تقريبا، معظم المعتقلين في تلك الغرفة يقدمون أنفسهم على رتبة رائد أو عقيد، يجلسون جميعا على الأرض بالقرب من سبورة الفصل التي تمتلئ بالكثير من الآيات القرآنية.
وكان ناشطون قد بثوا، أمس الأربعاء، تسجيلا مصورا يظهر عناصر من "الجيش السوري الحر" تنفذ إعدامات ميدانيا ضد مسلحين موالين للنظام السوري من قبيلة بري المتحالفة مع النظام، قالوا إن أفرادها نفذوا عمليات قتل بحق المدنيين.
يشار إلى أن الملازم أول عبد الرازق طلاس، قائد كتيبة الفاروق التابعة لـ"الجيش السوري الحر" قد أكد التزام كتيبته بالكامل باتفاقية جنيف في معاملة الأسرى وملحقاتها، فيما أكد القائد المظلي خالد الحمود أن موقف كتيبة الفاروق هو الموقف العام للكتائب الثائرة في سورية والخاضعة لـ"الجيش السوري الحر".