واوضح آية الله الخامنئي ان نزع اسلحة الدمار الشامل بات ضرورة ملحة وان ايران الاسلامية ترى استخدام الاسلحة النووية والکيمياوية ذنبا کبيرا لا يغتفر، وخط احمر ليس لأحد تجاوزه.. لکن معارضتنا له لا يعني التخلي عن حق الافادة من الطاقة النووية للاهداف السلمية.
واشار إلى أن مجلس الأمن الدولي ذو بنية وآليات غير منطقية وغير عادلة وغير ديمقراطية. مؤكدا أن هذه دكتاتورية علنية ووضع قديم منسوخ انقضى تاريخ استهلاكه، مشدد ضرورة عدم إستمرار هذا الواقع المعيب.
وإعتبر قائد الثورة الإسلامية أن الولايات المتحدة وأعوانها قد استغلت هذه الآليات المغلوطة فاستطاعت فرض تعسّفها على العالم بلبوس المفاهيم النبيلة، مؤكدا أن الأواصر المتينة والمنطقية والشاملة للبلدان الأعضاء في حركة عدم الانحياز يمكنها أن تترك تأثيرات عميقة في العثور على طريق العلاج والسير فيه.
* أهمية القضية الفلسطينية
وتطرق القائد إلى القضية الفلسطينية وما تحظى به من أهمية على مستوى المنطقة والعالم كله، وقال: ان مأساة القضية الفلسطينية مازالت اهم قضايا المجتمع الانساني في الوقت الذي يواصل کيان الاحتلال الصهيوني ارتکاب الجرائم ويختلق الازمات المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم منذ ٦٥ عاما، مشددا على ان فلسطين لکل الفلسطينيين واستمرار احتلالها ظلم کبير، وداعيا من جديد الى اجراء استفتاء لتقرير المصير.
وتابع قائلا: ولم يتورّع الزعماء السياسيون والعسكريون للكيان الصهيوني الغاصب طوال هذه الفترة عن ارتكاب أية جريمة بدءاً من تقتيل الناس وهدم بيوتهم وتدمير مزارعهم، واعتقال وتعذيب رجالهم ونسائهم وحتى أطفالهم، إلى الإهانات والإذلال الذي مارسوه ضد كرامة هذا الشعب، والسعي لسحقه وهضمه في معدة هذا الكيان المولعة بالحرام، وإلى الهجوم على مخيّماتهم التي تضمّ ملايين المشرّدين في فلسطين نفسها والبلدان المجاورة. أسماء مثل «صبرا» و «شاتيلا» و «قانا» و «دير ياسين» مسجّلة في تاريخ منطقتنا بدماء الشعب الفلسطيني المظلوم.
واضاف: والآن أيضاً، وبعد مرور خمسة و ستين عاماً، تتواصل نفس هذه الجرائم في سلوكيات الذئاب الصهيونية الضارية بالبقاء في الأراضي المحتلة. موضحاً، إنهم يرتكبون الجرائم الجديدة تباعاً ويخلقون أزمات جديدة للمنطقة. قلّما يمرّ يوم لا تبث فيه أنباء عن قتل وإصابة وسجن الشباب الناهضين للدفاع عن وطنهم وكرامتهم والمعترضين على تدمير مزارعهم وبيوتهم.
* نظام جديد ومستقبل العالم المعاصر
وحول اهداف حركة عدم الانحياز قال آية الله السيد علي الخامنئي: ان العالم المعاصر يمر بمنعطف تاريخي هام جدا، ومن المتوقع انبثاق نظام جديد، وقال: يجب علينا ان نرسخ عزيمتنا ونکون اوفياء لاهداف حرکة عدم الانحياز، داعيا إلى صياغة ورقة عمل فاعلة لحرکة عدم الانحياز.
واشار الى ان مجموعة بلدان عدم الانحياز تضمّ نحو ثلثي أعضاء المجتمع العالمي، وبوسعها ممارسة دور كبير في صياغة المستقبل ورسمه. وتشكيل هذا المؤتمر الكبير في طهران له معنى عميق ينبغي أن يُؤخذ بنظر الاعتبار في الحسابات. نحن أعضاء هذه الحركة نستطيع عبر تظافر إمكانياتنا وطاقاتنا الواسعة ممارسة دور تاريخي باق من أجل إنقاذ العالم من الحروب والهيمنة وانعدام الأمن.
وهذا الهدف لا يتحقق إلا بالتعاون الشامل في ما بيننا. ليست قليلة بيننا البلدان الثرية جداً والبلدان ذات نفوذ دولي. ومعالجة المشكلات بالتعاون الاقتصادي والإعلامي وتبادل التجارب التقدمية أمور متاحة تماماً. يجب أن نرسّخ عزيمتنا ونكون أوفياء للأهداف،
هذا وقد إفتتحت بعيد التاسعة من صباح اليوم قمة قادة دول حركة عدم الانحياز في العاصمة الايرانية طهران بحضور السيد علي الخامنئي ومشاركة قادة ووفود من ١٢٠ دولة، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.