استنكر سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف قتل العشرات من أبناء الديانة المسيحية في كنيسة سيدة النجاة في بغداد وهم في ساعات العبادة والصلاة، مقدماً التعازي لذوي أولئك الشهداء، ودعا للتضامن بين المسلمين والمسيحيين في العراق والعالم. جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات.
إلى ذلك وبعد ما أصاب المسيحيين في العراق من فاجعة في هذه الحادثة وقلق البعض بطرحهم فكرة الهجرة، أكد سماحة السيد القبانجي ان العراق لكل العراقيين وان فاجعة كنيسة سيدة النجاة أكدت ان هذا العراق يتفاعل الجميع فيه بأفراحه وأحزانه، داعياً في الوقت ذاته المسيحيين العراقيين في الخارج إلى العودة إلى بلدهم كما دعا الدولة إلى حمايتهم وحماية كل العراقيين.
إلى ذلك فقد انتقد إمام جمعة النجف الطريقة التي حررت بها الرهائن في حادثة كنيسة سيدة النجاة حيث قال: انها فاجعة إنسانية ومهنياً تدل على ضعف كبير في التجهيزات والخبرات الأمنية والمعالجة كانت مؤلمة بالنسبة للجميع وغير صحيحة.
هذا وتناول سماحته خلال الخطبة محاور أخرى هي:
تفجيرات الأحياء الشعبية في بغداد:
بهذا الخصوص استنكر إمام جمعة النجف الأشرف بشدّة تلك التفجيرات التي سقط فيها خمسمائة شاب بين شهيد وجريح ووصفها بانها تدل على خسة القاعدة وإجراميتها ودناءتها وقد كشفوا عن وجهوهم اللئيمة، داعياً العراقيين إلى الصبر والعمل.
في صعيد ذي صلة شدد سماحته على ضرورة ان يصل المسؤولون إلى ذوي الشهداء والجرحى كذلك ضرورة شمولهم بالضمان الاجتماعي الذي اعتبره حقا قانونيا وشرعيا لجميع شهداء وجرحى العمليات الإرهابية.
مبادرة رئيس إقليم كردستان الأخ مسعود بارزاني:
بهذا الصدد أشاد إمام جمعة النجف بمبادرة الأخ مسعود بارزاني في دعوته قادة الكتل السياسية في لقاء حواري لحل أزمة تشكيل الحكومة في الابيل ووصف المبادرة بالطيبة والمشروع الصحيح ويستحق التثمين والتقدير كما وصفها بالمبادرة الوطنية ومشروع توافقي لكي يتفق العراقيون لحل الأزمة.
في الصعيد ذاته أشار سماحته إلى مبادرة المملكة العربية السعودية في دعوتها قادة الكتل السياسية في العراق للاجتماع في السعودية بعد عطلة عيد الأضحى المبارك برعاية الجامعة العربية.
بهذا الخصوص وصف إمام جمعة النجف هذه الدعوة بما تتضمنه من فكرة تقريب وجهات النظر بانها صحيحة ومشروع مقبول وقال: أي مشروع للمساعدة والمشورة مقبول على ان لا يتحول إلى تدويل للقضية العراقية.
في صعيد ذي صلة دعا سماحته المملكة العربية السعودية وهي تمد يد المحبة للعراق الى:
١- العمل على إطفاء الديون العراقية.
٢- العمل على المساعدة في إخراج العراق من الفصل السابع.
٣- العمل مع العراق في محاربة الإرهاب خاصة القادم من الخارج.
قرار المحكمة الاتحادية:
بهذا الخصوص أشاد السيد صدر الدين القبانجي بقرار المحكمة الاتحادية بإلغاء أو إنهاء الجلسة المفتوحة لمجلس النواب ودعوة الرئيس الأكبر سناً بعقد جلسة البرلمان الأسبوع المقبل.
سماحته وبعد ان أشار إلى عدم إمكانية اكتمال النصاب القانوني للجلسة المقبلة في ظل امتناع تسعين عضواً عن الحضور وذهاب حوالي سبعين نائباً إلى الحج، دعا النواب المسافرين خارج العراق إلى العودة كذلك دعا المسافرين منهم إلى الحج إلى العودة، ومن يروم الذهاب إلى الحج ان يترك السفر على اعتبار ان العراق يعيش حالة اضطراب كونه بلا حكومة.
وأشار في الصعيد نفسه إلى مشكلة أخرى وهي قضية التوافقات المسبقة حيث قال: ان لم يتفقوا مسبقاً فسينتج جلسة مفتوحة أخرى.
هموم الناس:
حيث تناول إمام جمعة النجف بهذا الخصوص قضيتين في محافظة النجف وغيرها من محافظات العراق هما:
الحصة التموينية:بهذا الصدد أكد إمام جمعة النجف الأشرف انه في ظل عدم وجود حصة تموينية لشهور عديدة واقتصارها على مفردتين وهما غير صالحتين للاستهلاك البشري فليس هناك تفسير لعدم توفر مفردات البطاقة التموينية سوى الفساد الإداري والمالي سيما وتوفر الأموال اللازمة وإمكانية الاستيراد المفتوحة.
الرعاية الاجتماعية:
بهذا الخصوص وفي ظل تقرير دائرة الرعاية الاجتماعية في النجف أشاد سماحة السيد القبانجي بخطوة فصل رعاية الرجال الذين استلموا رواتبهم عن رعاية النساء.
وأكد في مجال رعاية النساء وجود سبعة عشر ألف عائلة تستحق شمولها بالرعاية الاجتماعية، مشيراً إلى تحويل هذا المشروع على مجلس الوزراء منذ سنة ونصف لتستلم كل أرملة(١٠٠ألف دينار) و(٥٠ألف دينار) تعطى لكل عجوز.
إلى ذلك فقد أكد إمام جمعة النجف الأشرف وبموجب التقرير ان النساء في النجف لم يستلمن إلا راتب شهر واحد على مدى سنة ونصف، مؤكداً ان المبالغ قد صرفتها وزارة المالية وهي مودعة في المصارف ولكن لا تصرف للنساء.
وناشد بهذا الخصوص قسم الرعاية الاجتماعية الخاص بالمرأة في مجلس الوزراء إلى الالتفات إلى هذا المطلب ومعالجته.
هذا وكان سماحته قد تناول في الخطبة الدينية مناسبتين هما:
ذكرى شهادة الإمام الجواد(ع) :
التي كانت في آخر شهر ذي القعدة عام٢٢٠هـ على يد المعتصم العباسي وأضاف: الوقوف عند أئمة أهل البيت(ع) لا ينطلق من قدسية الماضي فقط وإنما لتحديد مسؤوليتنا في الحاضر وبناء مستقبلنا، مؤكداً ان الشيعة يأخذون الشريعة وفقهها من آل بيت النبوة وسيدهم محمد(ص).
في الصعيد ذاته أشار إلى ان الإمام الجواد(ع) قد بدأ إمامته وهو في سن السابعة فيما كانت شهادته في سن الخامسة والعشرين وقد فرض نفسه على الواقع العالمي آنذاك.
حج بيت الله الحرام:
بهذا الخصوص أشار إمام جمعة النجف إلى توافد مئات الآلاف من الحجاج وفيهم عشرات الآلاف من العراقيين إلى بيت الله الحرام والمدينة المنورة وباقي المشاهد المقدسة، مشدداً في توصيات وجهها للحجاج العراقيين على ضرورة ان يكونوا رمزاً للوحدة والأخوة، والتضرع والدعاء والانقطاع إلى الله تبارك وتعالى.