قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم " ان المجلس الاعلى لم يدخل في اي مفاوضات بشأن المناصب وكنا نناقش خلال اجتماعات قادة الكتل التي سبقت جلسة البرلمان اهمية تحقيق حكومة الشراكة الوطنية ، ام المناصب فهذا اخر ما نتحدث به ".
واضاف خلال لقائه عددا من الصحفيين والاعلاميين العراقيين وحضر اللقاء مراسل وكالة انباء براثا اليوم السبت :" انا شخصيا ليس لدي طموح للوصول الى اي موقع حكومي ، وكنا في محطات عدة خلال الفترات الماضية في وضع مريح جدا ، وكان بامكاننا ان نحصل على مواقع متميزة وقدمت لنا عروض سخية لتشكيل تحالفات جديدة ، الا اننا لا يمكن ان نتماشى معها لغياب الشراكة الوطنية عنها ".
واوضح :" ان البعض ربما يعدّ هذا الموقف نقطة ضعف تاريخية علينا ، ولكننا نعدّه نقطة قوة ".
وتابع السيد الحكيم :" في السابق كنا نحن من سحب ترشيح مرشحنا لصالح مرشحين اخرين لكون همّنا هو نصرة العراق ".
واشار الى " ان المجلس الاعلى ورغم الاشكاليات التي حصلت ، الا انه ما زال متماسكا ، وقد فقدنا قيادتين تاريخيتين باستشهاد السيد محمد باقر الحكيم ووفاة السيد عبد العزيز الحكيم ، وما زالت القوى الاخرى محتفظة بقياداتها ، ومع هذا ما زلنا محافظين على قواعدنا الشعبية ".
وذكر :" ان المجلس الاعلى حمل المشروع الوطني قبل الانتخابات النيابية واكد على مفهوم الشراكة الوطنية لكون البلاد بحاجة الان لحكومة شراكة وطنية وليس حكومة اغلبية سياسية ".
واستطرد :" وحين نصل الى تشكيل قائمة حاضنة لكل اطياف الشعب العراقي مثلما هو في حزب العدالة والتنمية التركي الذي يضم اعضاء من مختلف مكونات بلاده ، فعندئذ يمكن التحدث عن حكومة اغلبية سياسية ".
وقال السيد الحكيم :" نشعر اليوم اننا حققنا اهم مفردات المشروع الوطني لكون الاتفاق على تشكيل حكومة شراكة يعني اننا سننتقل الى استقرار سياسي ، واذا ما تحقق هذا فسوف يتحقق الاستقرار الامني . ومعروف ان الوضع الامني متداخل مع الوضع السياسي ، وبذلك نكون قد حققنا المناخات الملائمة للاعمار والبناء والانتعاش الاقتصادي ".
وشدد على :" ان الشراكة الوطنية هي المدخل لحل المشاكل في البلاد ".
وتابع :" قبل الانتخابات ، طرحنا موضوع الجبهة الواسعة ومن ثم طورنا ذلك الى الطاولة المستديرة ، لكن الاخوة كانت لهم وجهة نظر مغايرة ".
وحول سبب عدم الاستجابة لمقترح المجلس الاعلى بعقد الطاولة المستديرة ، قال الحكيم :" اننا لا ندخل في التفاصيل والمهم لدينا هو ان المجلس الاعلى انتصر وحقق النتائج من هذه الطاولة وبرهنا اننا على المسار الصحيح وخرجنا بالشراكة الوطنية ".
واضاف :" طلبنا من الرئيس جلال طالباني عقد هذه الطاولة وقد بادر وتكرم لاطلاق المبادرة ، وتم جمع قيادات الكتل وغاب بعضهم لاسباب فنية ، ومن ثم حملنا المشروع وطرحناه على مسعود بارزاني وقد تحققت هذه الطاولة التي اسميناها بطاولة الشجعان ".
واستطرد قائلا :" اننا خرجنا من المرحلة الاخيرة بعدد من الامور اهمها التأكيد على ان علاقات المجلس الاعلى مع جميع الاطراف طيبة وقد يختلف مستوى ودفء العلاقة ، لكنها علاقة ثقة بالاضافة الى علاقاتنا الاقليمية ، وقد عبرنا عن الموقف المتوازن ".
وبيّن :" ان المجلس الاعلى لطالما اكد انه لم ينسحب من التحالف الوطني على الرغم من ملاحظاته ، وبقي جزءا من هذا التحالف ، وقد اصر على ان لا يكون شريكا في حكومة لا تتحقق فيها الشراكة الوطنية ، وقد انتصرنا للعراقية قبل ٦ اشهر وقلنا لا نقبل ان نكون في حكومة تغيب عنها القائمة العراقية او اي مكون او كتلة اخرى ".
واشاد السيد الحكيم بالاعلام العراقي ، وقال :" ان الاعلام العراقي تطور بالنوع والكم ، وكان للاعلام دور مهم في التعاطي مع المشهد السياسي ".
واضاف :" نعتقد ان بلادنا ما زالت تفتقد للشفافية الكاملة للوصول الى المعلومة اذ يلاقي الاعلامي صعوبة في الحصول على المعلومة ، وهناك شكاوى في المحاكم ضد اعلاميين ، وهذا الامر يخلق اجواء غير مطمئنة لتناولهم المعلومات ".
وتابع :" نحن نحتاج الى اعلام قادر على ان يتجاوز حدود العراق ويوصل وجهة نظر العراقيين في القضايا المختلفة الى المجتمع الاقليمي والدولي ".
واوضح قائلا :" نحن بحاجة الى قانون يتيح الحرية للوصول الى المعلومة وسأكلف كتلة المجلس الاعلى لطرح هذا المشروع داخل البرلمان " واعدا الاعلاميين ببذل الجهد والمتابعة لهذا القانون ، مؤكدا ان المجلس الاعلى سيكون في خدمة الاعلاميين.