وصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هزيمة الجيش الاسرائيلي في عدوانه الاخير على غزة بأنها هزيمة منجزة وحقيقية ومفندة لكل من شكك في عجز هذا الجيش عن تحقيق أي انتصار بعد حرب تموز ٢٠٠٦،
مؤكدا ان "اسرائيل" القوية الجبارة المرعبة انتهت والى الابد، ومشيراً في نفس الوقت الى أن ايران تقدم الدعم للشعب الفلسطيني حتى يكون قوياً ويتمكن من استرداد ارضه وحقوقه بدون اي شرط وانطلاقا من مبادئ وليس مصالح .
وقال السید نصر الله خلال كلمة ألقاها في حفل التخرج الجامعي السنوي لعناصر المقاومة في لبنان الاحد، ان ايران تقدم الدعم للقضية الفلسطينية منذ ٣٠ عاما دون اي شرط ومن منطلق واجبها الانساني والاخلاقي ولم تتوقع كلمة شكر لانها تقوم بواجبها في غزة.
واكد الأمين العام لحزب الله ان ما تريده ايران في فلسطين هو ان يكون شعبها قويا ويسترد ارضه وحقوقه.
واضاف : ان البعض في حرب غزة وبعدها افترضوا التباسا في العلاقة بين حماس وحزب الله وايران وكثرت التحاليل في الاونة الاخيرة ان حماس اتت الى الحضن العربي وخرجت من الحضن الفارسي معتبرا ان التجربة تظهر ان ما يكتب اماني وليس واقع.
واوضح السيد نصرالله أن هذه العلاقة (بين حماس وحزب الله وايران ) طبيعية ولم يختلها اي شيء، مضيفا: على قادة فصائل المقاومة ان تقول ان كانت ايران تدخلت بأي شأن فلسطيني اذا وجد.
ورحب امين عام حزب الله بتقديم المال والسلاح والصواريخ من جانب الدول العربية للمقاومين في غزة وتدريبهم ونقل التجارب العسكرية اليهم.
واشار السید نصر الله الى أن هزيمة جيش الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه الاخير على غزة هي هزيمة منجزة وحقيقية ومفندة لكل من شكك في عجز هذا الجيش عن تحقيق أي انتصار بعد حرب تموز ٢٠٠٦ مؤكدا ان "اسرائيل" القوية الجبارة المرعبة انتهت الى الابد.
واضاف السيد نصرالله: ان ٣ صواريخ على تل أبيب اجبرت القيادة الاسرائيلية على التوجه الى الملاجئ وجعلتهم يرفعون العشرة امام قطاع اعزل ومحاصر، قائلا: ان تل ابيب هزمت وتوسلت الحل وهذا يظهر ان ما حصل في ٢٠٠٦ ليس فلتة شوط وكذلك في ٢٠٠٩ وفي النهاية ما حصل في ٢٠١٢.
**مخطئ من يتبنى الخيار العسكري بسوريا
وفي الشأن السوري، اكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان اميركا لا تريد للموضوع السوري ان ينتهي لحصد المزيد من القتلى واستنزاف سوريا وشطبها من الاعتبار القومي، مشيرا الى ان هناك قوى اقليمية ايضا تستفيد اذا استمر القتال في سوريا، وأكد أنه مخطئ جدا من يظن ان المعارضة العسكرية في سوريا قادرة على الحسم.
وقال السيد حسن نصر الله، ان الصراع في سوريا ليس بين النظام والشعب وهذا توصيف غير صحيح، معتبرا ان هناك نظام يدافع عن قناعته وهناك مجموعة مسلحة تخوض قتال قاسي ودامي.
واضاف السيد نصرالله: في سوريا الانقسام الشعبي اصبح حقيقي، فهناك نظام وشعب معه وفريق يستعين بقوى اقليمية ودولية ادت الى مواجهة مسلحة قائلا: اي منصف يمكن ان ينظر الى خارطة سوريا ويقرأ المناطق التي يسيطر عليها النظام والمعارضة ويعرف من ذلك ان النظام اقوى بالحد الادنى.
وتساءل السيد نصرالله: اين الموقف الاخلاقي من الشعب السوري الذي تقتله المعارضة ويقتل على الحائط امام الكاميرات اين الموقف الاخلاقي ممن يلقى بهم من اعالي البنايات وممن يقتل على الهوية في سوريا، قائلا: من يناقش في الاخلاق اسأله هل اهل قطنه سوريين او جلب، هل اهل جرمانا سوريين او جلب ، والكثير من المدن التي ترسل سيارات مفخخة اليها عند عودة التلاميذ والعمال الى منازلهم.
واعتبر الأمين العام لحزب الله ان كل وسائل الاعلام تعمل على اظهار دمشق انها منطقة ستسقط بيد المعارضة، مشيرا الى ان الاحداث في سوريا بدأت منذ سنتين ومن اليوم الاول قال البعض ان النظام السوري سيسقط بعد شهرين .
واكد السيد نصرالله ان في الوضع الحالي الامور تزداد تعقيدا في سوريا ومن يظن ان المعارضة قادرة على السيطرة فهو مخطئ قائلا: لو فرضنا ان هذه الجماعات استطاعت ان تحقق انجازا فهي اول من سيدفع الثمن في سوريا كما دفعته في دول اخرى.
وخاطب السيد نصرالله جماعة القاعدة وقال: ان بعض الحكومات في العالم الاسلامي والغربي نصبت كمينا لكم في سوريا وفتحت لكم ساحة تأتون اليها حتى يقتل بعضكم بعضا وانتم وقعتم في هذا الكمين.
واعتبر الأمين العام لحزب الله ان رفض الحوار في سوريا يعني الاستمرار في المعركة المسلحة ونزف الدم، مؤكدا ان كل من يمنع الحوار السياسي في سوريا هو مجرم يتحمل مسؤولية القتل وقال: ان المسؤولية الاخلاقية والقومية هو ان تبذل كل الاطراف الجهود للقبول بحوار يتنج تسوية سياسية .
**حزب الله جزء متواضع من الحكومة
وفي الشأن الداخلي اللبناني ، اكد السيد نصر الله ان حزب الله هو جزء متواضع من الحكومة اللبنانية، معتبرا ان الدعم الغربي للحكومة خير دليل على انها ليست حكومة حزب الله.
وقال: خلافا لما يقال بان الحكومة هي لحزب الله نحن جزء متواضع منها، مشيرا الى ان موقف المجتمع الدولي من الحكومة اللبنانية ودعمه لها دليل على انها ليست حكومتنا مناشدا الحكومة للخروج من الجلسات الطويلة بخصوص الرتب والرواتب.
واعتبر السيد نصرالله: ان كل الالاعيب لاسقاط المقاومة في السنوات الماضية سقطت والحروب العسكرية فشلت مضيفا: الجميع يعرف ان المقاومة التي هزمت "اسرائيل" هي متجذرة وحاضرة في وجدان اهلها وهي اقوى من ان تنال منها كل المؤامرات.
ودعا السيد نصرالله الى تشكيل مجموعة عمل وطني للبحث في كيفية مواجهة الأزمة المعيشية قبل الانهيار قائلا: فلنضع النزاعات جانباً ونناقش الموضوع الانساني المرتبط بنفسية الناس وحياتها معتبرا ذلك واجبا اخلاقيا وطنيا ودينيا.
وعن الوضع السياسي الحالي في لبنان قال السيد نصرالله: طاولة حوار لا توجد والهيئة العامة لمجلس النواب غير موجودة وهناك تعطيل لان الفريق الاخر قرر المقاطعة، معتبرا ان اصرار الفريق الاخر على المقاطعة ليس الهدف منه الضغط على الحكومة فالهدف هو تعطيل مجلس النواب حتى لا يتم اقرار قانون انتخاب .
واضاف : ان الفريق الآخر يسعى من خلال المقاطعة الى وضعنا إما امام انتخابات على قانون الستين او عدم حصول انتخابات وكلاهما سيء قائلا: نحن لسنا وسطيين ولسنا وسيط فنحن الفريق المستهدف فلا يمكن ان اكون وسطي ونحن في هذا الموقع.
وقال السيد نصر الله: عندما ننفق في الامن نحن نعالج النتائج اما عندما ننفق في التعليم نحن نعالج الاسباب، مؤكدا اننا نطمح عبر مثقفينا وعلمائنا للمساهمة بشكل جدي في بناء وطننا وتطويره ومعالجة ازماته والدفاع عنه وعن ثرواته، مشيرا الى ان هذا الحفل يقدم واحدة من الصور التي تعبر عن ماهية حزب الله والمقاومة في لبنان.
واضاف : كنا نؤكد على تلازم العلم والاخلاق والتقوى اي الالتزام العملي بالقيم الرسالية لان هذا ما يشكل ضمانة لمن يستخدم العلم في خدمة الناس والاوطان وليس في الحاق الاذى بالناس.
واعتبر السيد نصرالله ان الامكانيات الهائلة تستغل لاشباع فئات محددة واشباع جشعها الى السطة في وقت يمكن لهذه العلوم ان تنشر العدل والرفاه على امتداد العالم قائلا: نشهد في العصر الحاضر كيف ادى التقدم التكنولوجي بعيدا عن الالتزام بالقيم الى نهب ثروات الشعوب وقتل الملايين.
