أعلنت خمسة تيارات بعثية عراقية، الثلاثاء من دمشق، توحيد صفوفها واندماجها تحت اسم (تيار الانبعاث والتجديد)، فيما أكدت تلك التيارات أن التكتل الجديد يأتي لمواجهة "التشظي والانقسامات الحادة التي تعرض لها (بعث العراق) في العقود الأخيرة، في حين نصت إحدى المرتكزات الإستراتيجية للتيار على تحقيق المصالحة الوطنية في العراق.
وقال الناطق الرسمي باسم التيار الجديد اللواء عبد الخالق الشاهر في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "(تيار الانبعاث والتجديد) بات يشكل رقما مهما على الساحة السياسية العراقية باعتبار أن كوادره، تقدر بالآلاف ومتواجدون في الداخل العراقي ودول الجوار وأوروبا".
وتضمنت وثيقة "المرتكزات الإستراتيجية" للتيار الجديد "توحيد البعث العراقي، ومقاومة الاحتلال الأميركي، ورفض أي عملية عسكرية تستهدف أي عراقي سواء كان مدنيا أو عسكريا، والعمل من اجل تحقيق المصالحة الوطنية".
والتيارات الخمسة المندمجة هي (تيار الانبعاث القومي) بقيادة خالد السامرائي السكرتير العام للتيار الجديد، و(تيار المراجعة والتوحد) بقيادة اللواء عبد الخالق الشاهر، و(تيار التجديد) بقيادة شهاب احمد لافي، و(حركة التحرر الوطني) بقيادة آلام السامرائي، وتيار (مناضلون) بقيادة نبيل الدليمي".
ولفت الشاهر إلى أن "التيار الجديد ليس لديه مشكلة في فتح قنوات حوار مع الحكومة العراقية الجديدة"، التي اعتبرها بمثابة "الأمر واقع"، وأوضح "المشروع السياسي الحالي القائم في العراق ينبغي أن نتفاعل معه لتغيير الأسس التي بني عليها وهي المكونات والمحاصصة، فنحن نريد تغيير هذه الحالة وان نبنيه على أساس الوطن والمواطنة وليس المحاصصة".
وعن إمكانية قيام التيار بالتحاور مع الحكومة الحالية خصوصا مع انضمام قائمة (العراقية) إليها قال الشاهر "نحن ننظر إلى (العراقية) نظرة مختلفة، فأياد علاوي نجح بعد أن أخذ أصوات البعثيين"، معتبرا أن "علاوي أو صالح المطلك إذا دخلا في الانتخابات القادمة فإنهما سيفشلان دون أصوات البعثيين، لأن البعث إذا ارتأى العودة إلى العملية السياسية فأصوات البعثيين ستكون للبعث، لذلك فإن العراقية ليست متحمسة لهذا الانسجام، ولأي حوار يمكن أن يقوم بيننا وبين حكومة المالكي".
وردا على سؤال حول أن "العراقية" كانت أكثر القوى التي تدعو إلى إنهاء العمل بقانون اجتثاث البعث وإلغاء قرارات هيئة المسائلة والعدالة، تساءل الشاهر "لقد وصلت العراقية إلى السلطة الآن فهل ستبقى هكذا؟... الله أعلم"، وأضاف: "إن رئيس مجلس النواب (أسامة النجيفي) طرح في البرلمان رسميا السعي لتغيير قانون المساءلة والعدالة وطي صفحة الماضي، وحتى الجعفري (إبراهيم) طرح ذلك وكذلك ظهرت دعوات المالكي التي أشارت بوضوح إلى مفاوضات مباشرة وتعديل الدستور(...) وأن هذه المرحلة تقتضي فتح كل الملفات وان لا تبقى ملفات مثل البعثيين والصداميين والقاعدة، عالقة"، معتبرا أن "الأمور انفضحت وبات معروفا إن البعث ليس له علاقة بهذه الأمور كلها".
وأكد الناطق باسم التيار البعثي الجديد أن تياره "يريد المصالحة على أسس وطنية حقيقة والحوار مع الجميع من دون استثناء"، موضحا أن "من شروط التيار للمصالحة أن لا تطلب الحكومة الحالية بقاء القوات الأميركية بعد عام ٢٠١١، وأن تعترف بشرعية المقاومة، وتسعى لإلغاء قانون اجتثاث البعث".
وأوضح الشاهر أن "التيار يؤيد المقاومة ضد قوات الاحتلال لكنه يرفض أي عملية تستهدف أي عراقي سواء مدني أو عسكري"، وبين بالقول "مفهومنا للإرهاب هو أي عملية تستهدف دم عراقي سنيا كان أم شيعيا، وسواء كان صادرا من الحكومة أو من عصابات وحتى المقاومة العراقية إذا قتلت جنديا عراقيا فأننا نعتبر ذلك إرهابا وندينه".
وأبدى الشاهر استعداده "لاستكمال حوار" قال إن "حكومة المالكي" بدأته معه "من خلال وفد أرسله الأخير قبل عام برئاسة وزير الدولة لشؤون العشائر محمد العربيد وأجرى محادثات مع تياره".
واعتبر الشاهر أن "الكرة كانت في ملعبنا عندما طلبوا (في إشارة منه إلى مفاوضين من ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه المالكي) الحوار سابقا، واليوم نحن ألقينا هذه الكرة في ملعبهم وقلنا لهم نعم نحن مع المصالحة ومستعدين للحوار".
وتم الإعلان عن التيار الجديد في مؤتمر صحفي عقد في ضاحية صحنايا في محافظة ريف دمشق الثلاثاء، وجاء في بيان وزعته التيارات المندمجة، وحصلت "السومرية نيوز" على نسخة منه، أن "خمسة تيارات تنظيمية بعثية تمثل جزءاً من طليعة البعث التي آلمها ما آل إليه وضع البعث منذ عام ١٩٧٩، فأخرجته من الساحة عمليا وأنهت نظامه الداخلي وقيمه وآلياته الحقيقية وحولته إلى جهاز من أجهزة السلطة وألمها الحال الكارثي للبعث بعد الاحتلال وما آل إليه من تشظي وتمسك بالآليات القديمة هي نفسها اليوم تتداعى للوحدة والاندماج".
وذكر التيار في بيانه "إنه وبناء على ما "وصلنا إليه وما نحن فيه، فقد رأينا أن الاندماج احد أهم الحلول في مواجهة الانقسامات الحادة التي تعرضنا ونتعرض لها لدرجة كادت تنهينا وهي نفسها التي ستبقينا فيما نحن فيه إن لم نبادر إلى الاندماج".
وتابع "الانبعاث والتغيير تيار تقوده الطليعة وكل مناضلي البعث، ويؤكد حقه في التعبير والتمثيل للبعث في الفكر والتنظيم بالاستناد إلى النظام الداخلي وذلك بعد أن جرى تغييب الشرعية منذ زمن ومناضلوه كباقي مناضلي البعث يعون أن الشرعية ليست حالة جامدة بقدر ما هي حالة حية متجددة مبدعة يصوغها ويخلقها الثوريون على قدر القضية وأبعادها".